2010-10-19 10:26:36

سيادة المطران رودجيرو فرنتشسكيني، كبّوشيّ، رئيس أساقفة إزمير، المدبّر الرسوليّ للنيابة الرسوليّة في الأناضول، رئيس مجلس الأساقفة السامي الاحترام (تركيا)


انّ الكنيسة التركيّة الصغيرة، المجهولة أحيانًا، حظيت بلحظتها الحزينة من الشهرة مع الاغتيال العنيف لرئيس مجلس الأساقفة التركيّ، سيادة المطران لويجي بادوفيزي. باختصار، أريد إقفال هذا الاستطراد المؤلم لاغيًا افتراءات لا يمكن احتمالها نَشَرَها الذين نظّموا هذه الجريمة بأنفسهم. لأنّ الأمر يتعلّق بالتحديد بـِ: "قتل عن سابق تصميم"، من قِبَل القوى الخفيّة نفسها التي كان لويجي المسكين قد أشار إليها، قبل بضعة أشهر، كمسؤولةٍ عن اغتيال الأب أندريا سانتورو والصحافيّ الأرمنيّ دينك وبروتستنت ملاطيا الأربعة؛ أي المؤامرة المظلمة من التواطُئ بين المتطرفين بوطنيّتهم والمتطرّفين الدينيّين، الخبراء في إستراتيجيّة التوتّر. إنّ وضع نيابة الأناضول الرعويّ والإداريّ خطير. والأسباب هي التالية:

1. الانقسامات داخل الجماعة المسيحيّة، التي هي أصلاً ضعيفة بذاتها؛

2. الإدارة "اللامبالية"، بأقل تعبير، لماليّة كلّ النيابة الأسقفيّة مِن قِبَل أمانة السرّ التابعة للأسقف رحمه الله؛

3. النقص الحادّ في عدد المُرسلين.

ماذا نطلب من الكنيسة؟ بكلّ بساطة ما ينقصنا في هذا الوقت: راعٍ وشخص ما ليساعده والوسائل لعمل هذا، وكلّ ذلك "بأسرع وقت ممكن".

لقد حملت أبرشيّة سميرنا دون سواها ثقل الإدارة الاستثنائية لهذا الوضع.

نحن كنيسةٌ قديمة جدًّا، شديدة الفقر بقدر ما هي غنيّة بتقليدٍ تستطيع المفاخرة به كنيستا أورشليم وروما وحدهما. بالتأكيد، لن نبدأ الآن بالتأوّه أو البكاء ببؤس، ليس ذلك من عاداتنا، وبعيد عنّا أيضًا التفكير فقط بالمطالبة بانتباهٍ خاصّ بسبب مقتل رئيس مجلسنا الأسقفيّ، ولكن بالطبع، يستحقّ شعبنا ومن سُفِكَت دماؤه انتباهًا خاصًّا.

سامحوا الانفعال: نرجو منكم مشاطرتنا هذه الحالة التي يمكن تخطّيها، قريبًا، في جانبَين على الأقلّ: تعيين راعٍ جديد ودعمٍٍ اقتصاديّ.

إنّ ايفاد المرسلين يخضع بوضوح إلى عوامل أخرى قد تتطلب المزيد من الوقت، ولكن يجب ألاّ يجعلنا ذلك نعتقد أنه عامل أقلّ إلحاحًا.

إنّ كنيسة الأناضول تخاطر ببقائها، وهذا هو وضعٌ أجعلكم تشاركون فيه بنبرة الخطورة والاستعجال.

غير أنّي أريد طمأنة الكنائس القريبة، وخصوصًا تلك التي تعاني الاضطهاد وترى مؤمنيها يتحوّلون إلى لاجئين، أنّنا كمجلس أساقفة تركيا سنظلّ جاهزين للاستقبال والمساعدة الأخويّة، حتى ولو تجاوز ذلك قدرتنا؛ وذلك بنفس الطريقة التي نحن فيها منفتحون إلى أيّ تعاونٍ رعويٍّ مع الكنائس الشقيقة أو مع المسلمين ذي العلمانيّة الإيجابيّة، من أجل خير المسيحيّين الذين يعيشون في تركيا، وخير الفقراء واللاجئين العديدين في تركيا.

عسى مهد كنيسة الجذور أن يكون بيتًا للكنيسة الموَحَّدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.