2010-10-19 10:33:37

حضرة السيّدة بيلار لارا ألين، رئيسة مؤسّسة التعزيز الاجتماعيّ للثقافة المحترمة (إسبانيا)


خلال رحلتي الأولى إلى لبنان عام 1992، تلمّست وضع البلد وحال المسيحيّين، وأطلعت رئيس الأوبوس داي حينذاك، سيادة المطران ألفارو ديل بورتيلو على الوضع وأجابني أنّه أحد المواضيع الأكثر أهمّيّة بالنسبة ليوحنّا بولس الثاني. في العام 1996، تسنّت لي الفرصة أن أتحدّث وقداسة البابا يوحنّا بولس الثاني الذي قال لي إنّ لبنان هو أرض شهداء وإنّه "طالما سيكون له قدّيسون، طالما سيكون هناك مسيحيّون". سألني عندها أيضًا أن أعمل على مساعدة مسيحيّي الأرض المقدّسة لكي لا يتخلّوا عنها، ولكي لا تتحوّل إلى متحفٍ.

المؤسّسة حاضرة اليوم في 41 بلدًا و4 قارّات. في بلدان الشرق الأوسط الخمسة، منطقتنا الأولويّة، قمنا بإدارة أكثر من 98 برنامجًا بمبلغ إجماليّ يتخطّى 60 مليون يورو.

بعد هذه السنين من التجربة والخبرة الميدانيّة، أودّ أن أقدّم بعض الملاحظات حول الوضع الراهن: نشهد في الشرق الأوسط اختفاء جماعات مسيحيّة بأكملها، أمام لا مبالاة العالم كلّه، بخاصّة أوروبا. تشكّل الحرب في الوقت عينه جزءًا من الحياة اليوميّة. وليس الفقر وحده السبب وراء النِـزاعات، بل هو أكثر منه العامل الدينيّ. نهايةً، يستمرّ المسيحيّون في العيش حول كنائسهم، حتّى إن تعلّق الأمر أحياناً  بمجرّد شكليّة اجتماعيّة.

الاستنتاج هو أنّ حضور المسيحيّين أساسيّ للسلام والمصالحة. لكن يتعيّن عليهم أن يعملوا بدون أن ينحّوا الدين عن الحياة العامّة، كما حصل في أوروبا، لأنّ ذلك لا يفيد التنمية. إنّ القيم الدينيّة تسمح لنا في التقدّم على الصعيدين الاجتماعيّ والشخصيّ معًا. لذلك، ينبغي على المسيحيّين أن يلائموا تصرّفاتهم ومعتقداتهم، أن يتجاوزوا البغض والأحقاد، وأن يسعوا وراء الغفران. يجب ألاّ يبشّروا بالرسالة الإنجيليّة بالكلام، وبالانتقام والصراع المسلّح، بالعمل.

على كلّ شخص أيًّا كان أن يسعى إلى اكتساب تنشئة تتيح له الحصول على الشروط، من أجل التقدّم في حياته المهنيّة والمسيحيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.