2010-10-19 10:30:35

حضرة الأخت كريمة تامر هندي عوض، الراعي الصالح، الرئيسة الإقليميّة لراهبات سيّدة المحبّة للراعي الصالح المحترمة (مصر)


إنّ الكنيسة في الشرق الأوسط معنيّة أكثر من غيرها بالحفاظ على دعوتِها الأساسيّة في تنمية الدعوات المقدّسة، فمن هذا الشرق انطلقت البشارة وكانت هنا في براري مصر بذور الدعوات الأولى وبداية الحياة التوحّديّة حيث منبع الرهبنة ومؤوسّسوها العظام أنطونيوس ومقاريوس وباخوميوس. فالتنشيط الرسولي للدعوات هو من صميم هويّة كلّ رهبانيّة وروحانيّتها، فالكنيسة تعي احتياجات العالم الكثيرة ودورها الرسولي الذي يجب أن تقوم به، لذلك فهي تهتمّ بتنشيط الدعوات واكتشافها وتطلب من رهبانياتن أن تقدّم هذا العمل الرسولي وتعطيها الحق في أن تعرف نفسها بكلّ احترام وتمييز مقتنعة بأنّ المسيح هو الذي يدعو من يريد، لأنّه يستمرّ يدعو اليوم مثل الأمس وهو يستعملنا لتوصيل نداءه إلى القلوب. إنّ هدف تنشيط الدعوات هو مساعدة الشباب لاكتشاف دعوته الخاصّة في الحياة المسيحيّة سواء للزواج أو للرهبنة ولإكتشاف الوسائل للمجاوبة على هذه الدعوة، وإذا اكتشفت دعوته في الحياة المكرّسة مساعدته لإختيار رسالة معيّنة أي مساعدتهم على تمييز إرادة الله ومشروعه في حياتهم. بالفعل الشباب يبحث عن روحانيّة قويّة، لكن هناك مشكلة عدم وجود معايير للقيم والسلوك عند الشباب اليوم، هناك فجوة ملحوظة بين مستوى الشباب العلميّ وبين نموّهم النفسي والمسيحيّ والعاطفيّ بسبب تفكّك الأسرة، لذلك أصبح تمييز الدعوات مشكلة صعبة للغاية. تنشيط الدعوات يجب أن يكون كنسيًّا أي مدمَجًا داخل خطّة رعويّة متكاملة، منفتح على كلّ الدعوات وجماعي يهمّ كلّ الجماعات الرهبانيّة والكهنوتيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.