2010-10-18 14:28:23

نيافة الكاردينال أندريه فانت تروا، رئيس أساقفة باريس، أسقف مؤمنيّ الطقس الشرقيّ المقيمين في فرنسا ولا أسقف لهم من طقسهم، رئيس مجلس الأساقفة السامي الاحترام (فرنسا)


إنّ خبرة العلاقات الدهريّة بين الكنيسة الكاثوليكيّة في فرنسا والكنائس الشرقيّة تتميّز بعدّة نقاط بارزة:

1-                           إهتمّينا بمواصلة الدعم للكنائس على الأرض على قدر الممكن: عبر تجذير ونشاطات جمعيّات عديدة في التعليم والخدمات؛ عبر مؤسسات مدعومة من قِبَل رعايانا اللاتنيّة، لا سيّما أعمال الشرق (L’œuvre d’Orient)؛ عبر توأماتٍ بين أبرشيّات أو بين رعايا. تسمح زيارات الحجّ الكثيرة للعديد من مؤمنينا أن يكتشفوا الجماعات الكاثوليكيّة الشرقيّة وأن يعقدوا معها صلات ثابتة. يترافق هذا الدعم بمساعٍ لدى حكّامنا ليدعموا المسيحيّين في الشرق الأوسط وذلك خصوصًّا بتحاشي خطر إيجاد "أراضٍ طائفيّة" قد يتكوّن فيها أنواع من الغيتو، وبالحفاظ على باب مفتوح دائمًا لهجرة أولئك الذين لا يستطيعون الإستمرار بالعيش في بلدانهم.

2-                           إنّ حضور الجماعات الكاثوليكيّة الحيّة في جميع بلدان الشرق الأوسط يؤمّن استمرارًا تاريخيًّا في الأماكن المقدّسة. ويساعدنا أيضًا في الخبرة التي تعرفها اليوم معظم البلدان الغربيّة: اللقاء مع الإسلام. في العديد من بلدان الشرق الأوسط،  يعيش المسيحيّون في مناطق ذات اغلبيّة مسلمة منذ قرون. اكتسبوا هكذا حكمةً مجرّبة في طريقة استيعاب هذه الأوضاع. من ناحية أخرى، إنّ التعايش مع يهوديّة حيّة، لا سيّما في إسرائيل يمكنه أيضًا أن يُسهِمَ في تطوير العلاقات بين اليهود والمسيحيّين. وأخيرًا، إنّ تعايش الكنائس المسيحيّة غير المتّحدة في الأماكن عينها لولادة كنيستنا هو حافز قويّ للتقدّم في العمل المسكونيّ.

3-                           هاجر إلى عندنا مؤمنون كثر من كنائس شرقيّة مختلفة، قد يكونون تجمعوا في جماعات حيث يستعيدون ليتورجيّتهم الخاصّة. نبذل جهودًا لمساعدتهم على تنمية حياة جماعاتهم التي تعزّز في الوقت عينه أمانتهم للإيمان في كنيستهم وذكرى جذورهم الثقافيّة.

يستفيدون من التضامن الناشط لأولئك الذين سبقوهم والذين يسهّلون اندماجهم المهنيّ، الإجتماعيّ، والثقافيّ، في المجتمع الفرنسيّ. يترافق هذا الاندماج مع علاقات أخويّة مع الجماعات اللاتينيّة في بلداننا. ما يعني بالنسبة للكاثوليك توسيع آفاقهم الكنسيّة والروحيّة. إنّ اكتشاف الليتورجيّات الشرقيّة والجماعات التي تعيشها يمكنه بدون شكّ مساعدة رعايانا اللاتينيّة على التعرّف إلى تعدديّة سليمة في التعبير عن الصلاة.

ختامًا، لا يسعني إغفال مسألة المساعدة الرعويّة للجماعات الشرقيّة. في بلدنا، نتبع القاعدة المحدّدة من قِبَل الكرسيّ الرسوليّ: لا يستطيع كاهن من كنيسة كاثوليكيّة شرقيّة، مزوّج، أن يُكلَّف برسالة رعويّة في أرض لاتينيّة. وباستثناء حالات قصوى، نادرة جدًّا، نتمسّك بهذه القاعدة. إنّ التنقّل في المجتمع الحاليّ يغيّر فهم مبدأ "الأرض"، وأعتقد أنّ بلدانًا أخرى من أوروبا لا يخضعون للقاعدة عينها. مهما يكن، تجد بعض الكنائس البطريركيّة صعوبات متزايدة لإيجاد الكهنة المتبتّلين لخدمة جماعات في البلدان اللاتينيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.