2010-10-18 14:22:53

سيادة المطران توماس ميرام، رئيس أساقفة أورميا للكلدان، أسقف سالماس، شاهبور للكلدان السامي الاحترام (إيران)


الأب الأقدس البابا بندكتوس السادس عشر

إخوتي الأساقفة

أوّلاً وقبل كلّ شيء عليّ ان أقدّم شكري وامتناني لجميع الذين قاموا بتحضير هذا النصّ الشائق وقدّموا لنا خطّة عمل. إنّ هذا السينودس يزرع فينا الرجاء ويعطينا القوّة والدفع إلى الأمام مهما كانت الصعوبات وذلك لكي لا نيأس ولا نتهاون أمام الصعوبات التي نواجهها يوميًّا وذلك كي نعطي شهادة حيّة ومسيحيانيه. وكما ذكر في خطّة عمل أنّها شهادة martyr وفي كثير من بلدان الشرق الأوسط يعيش المسيحي هذه الشهادة ويتحمّل كلّ المصائب ولا ينكر إيمانه والمسيحيّون منذ البداية كانوا مضطهدين والتاريخ أكبر شاهد لمقولتنا ورغم كلّ هذه الويلات والاضطهادات حافظوا على الوديعة بكلّ أمانة وإخلاص وبالخصوص الكنيسة الكلدانيّة كانت مضطهدة وقدّمت من ابنائها الاف مولفة على مذبح الإخلاص والمحبّة للمسيح وبكلّ حقّ سميّت كنيسة الشهداء وكانت ما زالت مهجرة من مدينة إلى أخرى ومن بلدٍ إلى آخر وإلى يومنا هذا ولم تنحاز قيد أنملة عن الإيمان الصحيح ودماء هؤلاء الشهداء والقدّيسين يرويها يحفظها ويقوّيها ويثبّتها وإلى اليوم يمكنني القول مع النبي داوود "من أجلك كلّ يوم نقتل"، المسيحي كلّ يوم يحمل صليبه ويكمل طريق الجلجلة ويعطي شهادة حيّة صامتة وهذه الشهادة الصامتة هي صراخ يدوّي ويسمع دويه كلّ الذين لهم إرادة صالحة، المسيحي كلّ يوم يسمع من مكبّرات الصوت والتلفاز والجرائد والصحف بأنّه كافر ويعامل كمواطن من الدرجة الثانية ولكّنه صامدٌ ثابت لا يغيّر من إيمانه بل يتشجّع ويفتخر أكثر بإيمانه.

 

موضوع الهجرة هذه مشكلة من مائة سنة وأكثر وليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في كلّ البلدان الأسيويّة والأفريقيّة ومن اميركا اللاتينيّة وكلّ لهم أسبابهم الخاصة بهم إذ إنّ كلّ إنسان له حقّ العيش حيثما يريد ومن أسباب الهجرة منها سياسيّة أواقتصاديّة أو معيشيّة ومن أجل مستقبل أفضل أكثر راحة وطمأنينة، كثيرون سألوا ما هي فائدة هذا السينودس ماذا يمكن ان يعمل لمسيحي الشرق الأوسط؟ صحيح لا يمكنه القيام بالمعجزات والعجائب بين ليلةٍ وضحاها ولكن على الأقلّ يعطي أملاً ورجاءً صالِحًا وأنّ المسيحيّ سيشعر بأنّه ليس لوحده ولكن كلّ الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم تهتمّ به لأنّه عضو حي ومقدّس في جسم الكنيسة الجمعاء.

الكنيسة في إيران: نرى انّ الكنيسة تشعر بمسؤوليّة أكثر خطورة عندما تواجهها الصعوبات ورغم كلّ الصعوبات والمضايقات وحتّى بعض الأوقات التحقير نراها تنمو وتزدهر. نعم يوجد إنخفاض شديد في عدد المسيحيّين وبالخصوص الكاثوليك منهم لكم من جهة اخرى نرى انّ الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة أخذت تنمو وتزدهر من أبناء هذا البلد.

أودّ ان أقدّم بعض الأرقام

كان السفير البابوي في إيران المرحوم بوينيني قد أصدر كتابًا سنة 1979 يحمل إسم الكنيسة في إيران ويقدّم لنا ما تقوم به الكنيسة الكاثوليكيّة من خدمات مسيحيّة إنسانيذة وثقافيّة كان يوجد دارًا واحدًا للعجزة والمسنّين أما اليوم يوجد اربعة تقدّم لهم كلّ الخدمات مجّانًا وبدون مقابل ومن كلّ الطوائف المسيحيّة بغضّ النظر عن إنتمائهم الكنسي أو القومي.

الكهنة والراهبات في إيران سنة 1979

كان يوجد في إيران سنة 1979،  51 كاهنًا من هؤلاء الكهنة كان يوجد كاهن واحد إيران الأصل واثنين حاصلين على الجنسيّة الإيرانيّة. كان يوجد 73 راهبة منهنّ راهبتان إيرانيّتان وأكثريّة الكهنة والراهبات كانوا يعملون في حقل التربية والتعليم.

أما اليوم وبعد الثورة الإسلاميّة عندما واجهت الكنيسة أزمتها الحادة للكهنة والراهبات نرى انّ الروح القدس لم يترك الكنيسة وحدها تواجه هذه الصعوبة ووضع في قلوب ابنائها أن يشعروا بمسؤوليّتهم الخطيرة تجاه إيمانهم وكنيستهم ورغم الهجرة المستمرّة وقلّة عدد الكاثوليك نرى اليوم الدعوات تزداد وتنمو وشجرة الكنيسة في إيران بدأت أغصانها تتورّق وتعطي ثمارًا اليوم يوجد 14 كاهم منهم 6 إيارنيين وكاهنان آخران يخدمون الكنيسة خارج بلدهم يوجد 4 اساقفة ليسوا إيرانيّين أما الراهبات هنّ إحدى وعشرين راهبة منهنّ 15 راهبة إيرانية اثنتان منهنّ يعملن خارج إيران ووثلاثة يكملن دراستهم الحامعيّة والعشرة الباقيات يخدمن الكنيسة والبلد حسب اختصاصه وندعو الله أن يزيد من هذه الدعوات وشكرًا لإصغائكم

المطران طوماس ميرم

رئيس أساقفة ا.ورميا على الكلدان








All the contents on this site are copyrighted ©.