2010-10-18 14:17:39

سيادة المطران بول-نبيل الصيّاح، رئيس أساقفة حيفا والأرض المقدّسة للموارنة، الإكسرخوس البطريركيّ لبطريركيّة أنطاكية للموارنة السامي الاحترام (إسرائيل)


باتت المسألة المسكونيّة في الشرق الأوسط عموماً، وفي الأرض المقدّسة خصوصاً، إحدى التحدّيات الكبرى التي تواجهها الكنيسة من الجذور صعوداً. في القدس 13 كنيسة رئيسيّة أضحت تقاليدها وذكرياتها قاسية أكثر من أي مكان آخر في العالم، وحدودها الماديّة والنفسيّة مرسومة بكلّ وضوح. غالباً ما تُبَثّ الفضيحة حول انقساماتنا مباشرةً وعالميًّا، لا سيّما عندما تتأجّج النزاعات في القبر المقدّس يوم الجمعة العظيمة، أو في كنيسة المهد في صباح عيد الميلاد، فيما الإعلام الدوليّ يشاهد.

وفقاً لأهداف السينودس، سأعالج الموضوع بناء على ثلاث نقاط:

1) إنّ هويّتنا كمسيحيّين ستبقى أبداً ناقصة إلاّ إذا سعينا بجدّ من أجل المضيّ قدماً في خطّتنا المسكونيّة.

2) إنّ الشركة داخل كلّ من كنائسنا وفي ما بينها هي شرط أساسيّ من أجل لقاء كنائسنا الشقيقة والجماعات المسيحيّة الأخرى، فضلاً عن تنمية روح مسكونيّة أصيلة.

3) لا يمكن أن تقوم الشهادة بشكل حقيقيّ من دون اجتماع الكنائس وعملها معاً. إنّ مواجهة التحدّي المسكونيّ ليس خياراً بالنسبة إلينا، بل ضرورة مطلقة.

ختاماً، أقدّم ثلاثة اقتراحات:

1) أودّ أن أحثّ كنائسنا على اتخاذ الخطوات الضروريّة لإنقاذ مجلس كنائس الشرق الأوسط، و يبدو أنّه على وشك الانهيار. هو المظلّة الوحيدة التي تجتمع تحتها كنائسنا جميعها. وانهياره يكون خسارة هائلة للقضيّة المسكونيّة.

2) إيلاء الخطّة المسكونيّة أهميّة أكبر على المستوى المحليّ، وفقاً لظروف أيّ وكلّ رعيّة أو جماعة في أبرشيّة.

3) لا شكّ في أنّ المؤسّسات والمنظّمات مهمّة، لكن من دون صقل الروح المسكونيّة في الجماعة وفي ما بينهم، كما ذكر أعلاه، تبقى تلك المؤسّسات والمنظّمات ميتة كليًّا. إنّ التنشئة المسكونيّة ضرورة على جميع المستويات، لا سيّما في الإكليريكيّات ومراكز التنشئة.

نهايةً، إنّي على قناعة كاملة أنّ السعي لمواجهة التحدّي المسكونيّ سيكون أحد المعايير التي يقاس عليها نجاح هذا السينودس أو فشله. أن نكون معاً وأنْ نعمل معاً ككنائس هو شرط حيويّ من أجل حضور مسيحيّ فعّال في الأرض المقدّسة وفي الشرق الأوسط بصورة عامّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.