2010-10-18 13:53:55

حضرة الأخ المحترم سيزار إسّيان، فرنسيسكانيّ، مستشار المفوّضيّة العامّة للشرق والأرض المقدّسة لرهبانيّة الإخوة الأصاغر الديريّين (لبنان)


كلمة الله العزيزة كثيرًا على أبينا القديس فرنسيس، هي مكان اللقاء وجهًا لوجهٍ مع المسيح. هنا في التأمّل والمشاهدة ألتحق بالذي هو "ربّي وإلهي"، الذي يكشف لي عن ذاته والذي حينها يكشف لي عن ذاتي ويدعوني لأن أصير "الإنسان الجديد" الذي يكلّمنا عنه القديس بولس في رسائله. المقصود هنا، الدخول في شركة مع الله الخالق والمخلّص.

للأسف، يعرف مسيحيّونا المسيح وإنجيله بطريقةٍ سيّئة. غالبًا ما يستعملون كلمات غير ملائمة للكلام عن الله ويستعملون مفاهيم مشبعة بمعتقدات أخرى. إنّ الأمثلة كثيرة، وتلتقي جميعها في فكرةٍ واحدة: لدينا صورٌ خاطئة عن الله. إنّه لمن الضروري العودة إلى كلمة الله. لأنّه، إذا أردنا أم لا، تتعلّق حياتنا كلّها بمفهومنا لله.

وإن كان الله هو ذاته علاقة وشركة، تصبح انقساماتنا نبع شكوكٍ وآلام، ولا يمكن للمؤمنين إلاّ أن يبتعدوا عن كنيسة ترفض في داخلها الغفران والمصالحة والشركة.

ألم يحن الوقت للمسير معًا من أجل خير شعب الله الذي عُهِدَ إلينا؟ ماذا يُكلِّفُنا تنسيق جهودنا؟ أليس ممكنًا أيضًا أن نخلق مبادرات مشتركة مع أخوتنا الأرثوذكس؟ على سبيل المثال، أيّام مسكونيّة "شرق أوسطيّة" للشبيبة، مثل الأيام العالميّة للشبيبة؟ فقط عندما يشعرون بأنّهم كنيسةٌ، محاطون ومشجَّعون من قِبَل رعاتهم، عندها يصبحون شهودًا كما ينتظره منهم الله.

إذًا، ينبغي ألاّ نكثر الكلام عن مسيحيّينا إنّما عن أنفسنا: إلى أيّ حدٍّ نحن جاهزون لتبنّي المجازفة التي يدعونا إليها الإنجيل في محبّة الأعداء (الذي هم غالبًا أخوتنا)؟ مجازفة المصالحة والشركة المسبقة مع أخوتنا الأرثوذكس وأولئك التابعين إلى الكنائس البروتستانتيّة؟

"لا تخافوا"، يكرّر لنا المسيح، وهذا السينودس أيضًا، "لأنّني معكم حتّى نهاية العالم".








All the contents on this site are copyrighted ©.