2010-10-16 13:29:13

صاحب الغبطة نرسيس بدروس التاسع عشر ترموني، بطريرك كيلكيا للأرمن، رئيس أساقفة بيروت للأرمن الكلّيّ الطوبى (لبنان)


إنّ كلمة الله التي اختيرَت كموضوع لهذا السينودس: "كان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32)، هي مثل منارة تنير الطريق التي يجب أن نسلكها من أجل حياة الإيمان، والشهادة المسيحيّة، مع إخوتنا غير المنضمّين كليًّا إلى كرسيّ بطرس ومع إخوتنا الآخرين، المختلفين عنّا في العقيدة.

إنّ العودة إلى الجماعة المسيحيّة الأولى تُظهر لنا أنّ المسيحيّين الأوائل لم يتمتّعوا بحياة سهلة، خالية من المشقّات والشدّة؛ لا بل على العكس، واجه أفرادها الإهانات والاضطهادات. لكنّ ذلك لم يمنعهم من إعلان تعليم المسيح الشامل والمسامحة.

نجد أوضاعًا مشابهة لوضعنا الحاليّ. المسيحيّون غير المستنيرين بالروح القدس يعتقدون أنّه يجب أن يكونوا بمنأى عن المتاعب. هذا هو المهمّ للملاحظة، وبهذا المعنى، يجب إعادة أنجَلة مؤمنينا، بتقديم الإيمان المعاش في القرون الأولى للمسيحيّة لهم.

هذا لا يعني أنّه يجب ألاّ نناضل من أجل إعادة السلام والعدل إلى الشرق الأوسط. لكن، يكون من الخطأ الاعتبار أنّه من دون هذا السلام وهذا العدل، لا يمكن للمسيحيّ أن يعيش ملء الإيمان أو أنّ عليه الهجرة. علاوة على ذلك، لا أحد يهاجر من أجل البحث عن حياة مسيحيّة أفضل.

المسيحيّ المقتنع بأنّه مدعوّ، ومنذ عماده، للشهادة لايمانه والذي يسلك حياة مسيحيّة في جماعة ما، لا يكون له الشاغل الرئيسيّ البحث عن الترفّه المادّيّ أو السلام، أوالتهرّب من المشاكل من أجل المزيد من الهدوء له ولخاصّته. على العكس، بالاقتداء بشهادة الأسلاف في الشرق الأوسط، يعمل كمجموعة مع إخوة مسيحييّن آخرين، للشهادة بالعيش والمثال، وجعل رسالة المسيح المُحِبّة أكثر إقناعًا.

استنادًا إلى هذا المبدأ، على مسيحي الشرق الأوسط الملتزم أن يعيش، بتوجيه الأسقف وبالشركة مع مسيحيّين آخرين، للمضيّ قدمًا في نشر روح الشراكة للمسيحيّين الأوائل، الذين "كانوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32)، والذين كانوا يضعون كلّ أملاكهم في شركة، كما يفعل في أيّامنا أعضاء بعض الجماعات، كالموعوظين الجدد (Néocatéchuménat) والـفوكولاري، والـتجدّد الكاريسماتيّ (Renouveau Charismatique)، المنتشرة في عدّة بلدان في الشرق الأوسط.

يعد يسوع التلاميذ الذين سيعيشون وفق هذه المبادئ، "بالفرح والابتهاج، وبأجر عظيم في السماوات" (مت 5: 12).








All the contents on this site are copyrighted ©.