2010-10-16 13:27:09

سيادة المطران غريغوري جون منصور، أسقف أبرشيّة القدّيس مارون في بروكلين للموارنة السامي الاحترام (الولايات المتحدة الأمريكيّة)


تذكّرنا مقدّمة الخطوط العريضة بأنّ الوضع المرتبط بالالتزام الرسوليّ للمسيحيّين الأوائل هو شبيه جدًّا بوضعنا في هذه الأيّام. في بداية الكنيسة، واجهت الجماعات المسيحيّة الصغيرة في الشرق الأوسط، وكانت أقلّيّة، تحدّيات عديدة. اليوم، بعد قرون من التاريخ، ما زلنا أقلّيّة ويجب علينا مواجهة تحدّيات عديدة.

من وجهة نظر مارونيّ يعيش في الولايات المتّحدة، كلّما أذهب إلى الشرق الأوسط، ألاحظ بارتياح كبير كيف أنّ الكاثوليك قادرون على إحداث تغيير عميق في حياة مَن هم حولهم. المدارس، الجامعات، المستشفيات، العيادات، مراكز التأهيل للمُدمنين، دُور العجزة، ودُور الأيتام، وغيرها من المؤسّسات التي يديرونها، هي مفتوحة للجميع، مسلمين، ويهود، ومسيحيّين. هؤلاء المسيحيّون هم "ملح الأرض" و"نور العالم" (مت 5: 13-14).

 كالمسيحيّين الأوائل، نحن أيضًا نواجه التحدّيات التي تظهر مستعصية على الحلّ، وفُرَصنا في النجاح ضئيلة جدًّا. لكنّنا نعيش في الايمان، وليس بما يُرى (2 كو 5: 7). يمكننا ألاّ ننجح في إقناع جيراننا المسلمين أو اليهود، بواسطة الكلمات، بأنّ وجودنا هو فعلاً بركة لهم، ولكننّا نتمتّع بنفس العلاج الذي ساعد المسيحيّين الأوائل على البقاء وتخطّي التحدّيات كلّها: المشاركة في روح الله القدّوس السخيّ، والمحبّة الرسوليّة المتبادلة التي لها القدرة على أن تجعلنا مرّة أخرى قادرين على أن نكون "قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32).








All the contents on this site are copyrighted ©.