2010-10-16 14:31:34

سيادة المطران بوهدان دزيوراخ، الفادي الأقدس، أسقف فاغادا شرفّا، أسقف كوريا كييف-هاليتش السامي الاحترام (أوكرانيا)


أودّ أن ألفت انتباهكم إلى منحى خاصّ من رعويّة الدعوات، ألا وهو تنشئة الآباء الروحيّين المدعوّين إلى إتمام رسالتهم لدى المدارس الإكليريكيّة ومعاهد تنشئة رجال الدين. يلعب الأب الروحيّ دورًا حاسمًا في التمييز بين كلّ دعوة ويضطلع بمسؤوليّة محدّدة أساسيّة في مسار نضوج كلّ دعوة. وبرأيي لا يتوقّف هذا الدور بطبيعة الحال عند لحظة السيامة الكهنوتيّة أو إبراز النذور الدائمة. أطرح عليكم إذًا الأسئلة التالية: إلى أي مدى نهتمّ بتنشئة الآباء الروحيّين المستقبليّين لإكليريكيّاتنا ومعاهدنا الدينيّة؟ يبدو لي أنّ الخيار غالبًا ما يكون مبنيًّا على أساس الطوارئ الملحّة وانطباع أنّ هذا الكاهن أو ذاك ملائم للرسالة لأنّه يبدو أنّه يعيش حياة روحيّة شخصيّة جيّدة. لكن ماذا عن باقي المهارات المطلوبة والتي لا تقلّ أهمّيّة؟ أسمح لنفسي في هذا الصدد بتوصيتنا جميعًا إيلاء الاهتمام الأكبر إلى تنشئة هذه الشخصيّة الغالية وغير القابلة للاستبدال من رعويّة الدعوات، مع الحرص على مدّ هؤلاء الأشخاص المعتبرين ملائمين بجميع أدوات اللاهوت وعلم النفس وكلّ ما هو ضروريّ خلال مسارات التنشئة المتخصّصة.

أودّ، بادئ ذي بدء، أنّ أعبّر عن عميق الشكر للأساقفة اللاتين لضيافتهم الأخويّة المكرّسة لمؤمنينا، وللاهتمام الذي يولونه إليهم. لكن الأمر لا يقتصر بطبيعة الحال وببساطة على ضمان هذا "الإطار الليتورجيّ"، وهنا أقتبس حرفيًّا، على "تقوية الصلة بجماعات المؤمنين المنتمين إلى الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة في بلدان الهجرة"، بل يتعلّق الأمر بشيء أهمّ وأعمق. في ممارسة رسالتهم الرعويّة، لا يمكن لرؤساء الأبرشيّات أن يكتفوا بهذه الضمانات، ولا حتّى بمجرّد "زيارة". أطرح السؤال التالي: هل يمكن لأب أن يختزل مهمّته الطبيعيّة إزاء أولاده البعيدين بمجرّد "زيارة"؟ الإجابة واضحة جليّة لا تحتاج إلى التفسير. إذًا، ينبغي بروح من المسؤوليّة تعميق هذا الموضوع حول أبوّة البطاركة والأساقفة رؤساء الأبرشيّات، بالإضافة إلى تحديد الأدوات القانونيّة والتنظيميّة التي تسهم بتنفيذ فاعل لمسؤوليّاتهم الرعويّة حيث تعيش جماعاتهم المؤمنة، بالتعاون طبعًا مع الأساقفة المحلّيّين.

أوجّه انتباهي إلى الرهبانيّات التأمّليّة، مذكّرًا بأهمّيّتها القصوى. ولا يسعني إلاّ أن أشعر بواجب ذكر مثال المتروبوليت الكبير خادم الله كير أندريا سيبتيشكي الذي أراد، هو الباسيليّ، تأسيس الرهبان "الستوديتيّين" في أوكرانيا، محدّدًا رسالتهم التي تميّزها حياة الصلاة والتأمّل، على أنّها "رئة حياة الكنيسة". أسمح لنفسي تذكير جميع الآباء السينودسيّين الموقّرين بهذه الهبة الفريدة الثمينة، هبة نشعر دائمًا بضرورتها ونزرعها وننمّيها بتفانٍ من أجل خير جميع مكوّنات كنائسنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.