2010-10-15 16:00:08

صاحب الغبطة فؤاد طوال، بطريرك أورشليم للاتين الكلّيّ الطوبى (القدس)


إنّ الكنيسة الأمّ في الأراضي المقدّسة هي واقع ملموس جدًّا وحيّ، حتّى ولو كانت تشكّل أقليّة صغيرة. في الأساس، ليس مسيحيّو بلداننا من الذين اهتَدوا في فترة معيّنة من التاريخ، ولكنّهم متحدّرون من الجماعة الأولى، التّي شكّلها يسوع المسيح نفسه.

عن هذه الحقيقة التاريخيّة تنجم عواقب ذات أهمّيّة للكنيسة الجامعة، على الصعيدَين الكنائسيّ والرعائيّ

- الكنيسة الأمّ في القدس، هي إذًا كنيستكم، حيث ولدتُم جميعًا روحيًّا وكنسيًّا (مز 87). إنّها تحافظ، من أجل الكنيسة جمعاء، على الأماكن المقدّسة التي تعود للأولياء، والأنبياء، ويسوع المسيح، ومريم العذراء، والرسل. هي، كما أشار الأب الأقدس البابا بندكتوس السادس عشر، "إنجيل خامس".

- ينبغي أن تكون الكنيسة الأمّ في القدس موضوعَ حبّ الكنيسة جمعاء، من جميع الأساقفة، والكهنة، والمؤمنين من شعب الله، وصلاتهم، واهتمامهم. ينبع التضامن مع كنيسة القدس، وعيش التواصل والشهادة التي يتحدّث عنها هذا المجمع، من واجبنا كرعاة ومن المجمعيّة الأسقفيّة.

- تنطوي محبّة الأرض المقدّسة على زيارة الأماكن المقدّسة واللقاء بالكنيسة المحلّيّة.

- محبّة الأرض المقدّسة هي أيضًا خدمتها: لا تدَع كنيستك الأمّ وحيدة ومعزولة. ساعِدْها بواسطة صلواتِك، بحبِّك وتضامنك، مجتنِبًا أن تُصبح متحفًا كبيرًا في الهواء الطلق. قد يكون الصمت، خوفًا من الوضع المأساويّ الذي تعرفونه، خطيئةَ إِغفال.

وعلاوةً على ذلك، نحن ممتنّون جدًّا للكرسيّ الرسوليّ والأساقفة والكهنة وجميع الأصدقاء في الأرض المقدّسة لمِا يفعلون بسخاء من أجل دعمِنا روحيًّا ومادّيًّا. نحن جميعًا ممتنّون لمجمع الكنائس الشرقيّة ولمنظّمة فرسان القبر المقدّس في القدس.

تعاني الجماعة المسيحيّة في الأرض المقدّسة (بالكاد 2 % من السكّان) من العنف وعدم الاستقرار. هي كنيسة الجلجلة. عليها مسؤوليّة كبيرة لمتابعة رسالة السلام والمصالحة. على الرغم من الصعوبات التي تبدو مستعصية على الحلّ، نحن نؤمن بالله، سيّد التاريخ. "الربّ هو سلامنا، هو جعل الاثنين واحدًا، وهدَمَ الجدار الذي يفصل بينهما... ليخلق إنسانًا جديدًا في شخصه، وإحلال السلام" (أف 2: 14-15).








All the contents on this site are copyrighted ©.