2010-10-15 10:42:17

سيادة المطران يوسف بشاره، رئيس أساقفة أنطلياس للموارنة السامي الاحترام (لبنان)


تتوقّف مداخلتي عند الفقرتين رقم 25  و39 من ورقة العمل حيث يتعلّق الأمر بالعلمانيّة الإيجابيّة. في مكان آخَر، وبالتحديد في الرقم 109، يتمّ التأكيد على أن لا علمانيّة في البلدان الإسلاميّة.وبالنظر إلى أنّ الأغلبيّة الساحقة من بلدان الشرق الأوسط هي مسلمة، وترفض بالتالي العلمانيّة، قد يكون من الأفضل لسينودسنا أن يستعمل، بدلاً من ذلك ، مصطلح المُواطَنَة أو دولة المواطَنَة، لأنّ هذا المصطلح هو أكثر قبولاً، ولأنّه يتضمّن الحقائق ذاتها. وبالإضافة إلى ذلك، تمّ استخدامه من قِبَل رجالِ دينٍ وكتّابٍ مسلمين في لبنان وفي أماكن أخرى.وبالإضافة إلى ذلك، استعمل بطاركةُ الشرق الكاثوليك، وعلى نطاق واسع، في رسائلهم الرعويّة، بخاصّة في تلك التي تناولت العلاقات بين المسيحيّين والمسلمين، موضوع المواطَنَة (الرقم 32). ولكن، من أجل أن تكون حقيقة المواطَنَة مقبولة، ومعمَّمَة، ومُدرَجَة في الدساتير، وخصوصًّا في العقليّات، ينبغي القيام بعمل مزدوج:- على صعيد المجتمع الشعبيّ، يمكن وسائل الإتصال الإجتماعيّ أن تقدّم عونًا كبيرًا، لأنّه يجب أن تُرَسَّخ في الجماهير المفاهيم التي تتضمّنها المواطَنَة، ولا سيّما مساواة الجميع، وقبول التنوّع الدينيّ والثقافيّ.

- على الصعيد التربويّ، يمكن تغذية المواطَنَة على مدى سنوات التنشئة في المدارس والجامعات. لا بدّ من العمل على تنقيةِ البرامجِ من أجل حذف التمييز منها.

يفرض هذا العمل المزدوج ذاتَه، إذا كنّا نريد أن نتجاوز مستوى النخب التي تتقبّل المواطَنَة، والحوار، وحتّى الحرّيّة، من أجل التمكّن من الوصول إلى الجماهير التي يمكن التلاعب بها، والوقوع في كلّ أنواع التطرّف.








All the contents on this site are copyrighted ©.