2010-10-15 16:08:11

سيادة المطران ديميتريوس سلاخَس، أسقف  كركابيا شرفًا ، الإكسرخوس الرسوليّ للإكسرخوسيّة الرسوليّة لكاثوليك الطقس البيزنطيّ المقيمين في اليونان السامي الاحترام (اليونان)


إنّ الهجرة الكثيفة للمؤمنين الكاثوليك الشرقيّين من الشرق الأوسط إلى الغرب، إلى أقاليم الدوائرالكنسيّة اللاتينيّة، تطرح المشكلة العاجلة لمسألة عنايتهم الرعويّة ومسألة وضعهم القانونيّ. أنّ المجمع الفاتيكنيّ الثاني، ولاحقًا المشرّع الأعلى في الكنيسة الكاثوليكيّة، الحبر الرومانيّ، في عنايته بالكنيسة الجامعة، من خلال نشر مجموعتيّ قوانين، واحدةٍ للكنيسة اللاتينيّة والأخرى للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، زوّدها كفايةً بقواعد ملائمة، فارضًا تطبيقًا أمينًا لها.

أوّلاً، تنُص مجموعة القوانين الشرقيّة على مبدأ عامّ، بحسبه يبقى مؤمنو الكنائس الشرقيّة -حتّى وإن كانوا قد عُهدوا إلى عنايةٍ رعويّةٍ لأسقفٍ أو لكاهنٍ من كنيسةٍ أخرى ذات حقٍّ خاصّ، بما فيها أيضًا الكنيسة اللاتينيّة– مع ذلك أيضًا منتسبين إلى كنيستهم الخاصّة وعليهم أن يمارسوا، حيثما حلّوا في العالم كلّه، طقسهم الخاصّ، الذي يفهمونه كتراث ليتورجيّ وروحيّ ونظاميّ خاصّ.

مبدأٌ آخر وهو التالي: في الأماكن التي لم يُشكّل فيها الكرسيّ الرسوليّ سلطةً كنسيّةً خاصّة بالمؤمنين الشرقيّين، يجب أن يُعتَبر أنّ السلطة الخاصّة (الأسقف المكانيّ) لهؤلاء المؤمنين أنفسهم هو رئيس كنيسةٍ أخرى ذات حقٍّ خاصٍّ، حتّى الكنيسة اللاتينيّة، أعني أنّهم يخضعون لسلطة أسقف المكان، حتّى إذا كان من الكنيسة اللاتينيّة (قانون 916، فقرة 5).

لهذه الحالات، إنّ من حقّ الأسقف اللاتينيّ  -الذي لديه في أبرشيّته مؤمنون شرقيّون كاثوليك- ومن واجبه أن يحافظ على الطقس الخاصّ لهؤلاء المؤمنين ويضمن تطبيقه، أعني بذلك ليتورجيّتهم ونظامهم القانوني الخاصّين، وأن يُعنى في إنشاء تلك البنى القانونيّة التي يشير إليها أيضًا القانون اللاتينيّ، كما على سبيل المثال إنشاء رعايا شخصيّة. بالإضافة إلى ذلك معروفٌ أنّه، خصوصاً في مادّة أسرار التنشئة المسيحيّة والزواج، تضع مجموعتا القوانين قواعدَ مختلفةً تشرّع بالتوالي التنوّع الشرعيّ بين التقليد اللاتينيّ والشرقيّ. وذلك يعني أنّ الأسقف أو خوري الرعيّة اللاتينيَّين يعرفان كفايةً هذه الاختلافات الشرعيّة ويشجّعان عمليًّا احترام التقليد الشرقيّ للمؤمنين الشرقيّين الخاضعين إلى سلطتهم من دون الفرض على الشرقيّين -الذين تحت رعايتهم- النظام والممارسة اللاتينيَّين كما يحصل بعض الأحيان في بلدان الغرب عن جهلٍ بسيط.

لذلك إنّه ملحّ، في الإكليريكيّات اللاتينيّة الواقعة في أماكن يُوجد فيها مؤمنون شرقيّون، أن يُثَقّفَ الطلاّب حتّى في مجال النظام الحاليّ المعمول به لدى الشرقيّين. وعلى الأساقفة وخوارنة الرعايا المتواجدين في هذه المناطق اللاتينيّة أن يعرفوا بذاتهم هذا النظام من أجل ضمان حقّ المؤمنين الشرقيّين التابعين لهم وواجب ممارسة طقسهم الخاصّ، ما يعني تعزيز هوّيّتهم الكاثوليكيّة والشرقيّة في الكنيسة الجامعة.

لقد زوّد المشرّعُ الأعلى الكنيسةَ الكاثوليكيّةَ بقاعدتين قانونيّتين، أي بمجموعتين قانونيَّتين، واحدةٍ للكنيسة اللاتينيّة وواحدةٍ للكنائس الشرقيّة والتي احتفلنا في هذه الأيّام بالذكرى الـ20 لنشرها. لهذا، سبّب الهجرة حاجات رعويّة عاجلة جديدة تتطلّب مع ذلك معرفةً لهذه القاعدة، ما يعني أن يعرفَ، وإن بطريقة موجزةٍ، الأساقفةُ الشرقيّون التشريعَ اللاتينيّ والأساقفةُ اللاتين التشريعَ الشرقيّ. يعلّم المجمع الفاتيكانيّ الثاني ("الكنائس الشرقيّة") أنّه، مع بقاء وحدة الإيمان والبنية الإلهيّة الواحدة للكنيسة الجامعة، لكنائس الشرق ولكنائس الغرب الحقّ والواجب في أن تنظم ذاتها بحسب أنظمتها الخاصّة، الأكثر تكيّفًا مع خير نفوس مؤمنيها الخاصّين.








All the contents on this site are copyrighted ©.