2010-10-15 16:03:35

سيادة المطران جوزيف جول زاراي، رئيس أساقفة دمياط للروم الملكيّين شرفًا، أسقف مساعد ونائب عامّ بطريركيّة أنطاكية للروم الملكيّين السامي الاحترام (القدس)


ما السبب في أنّ كثيرًا من عائلاتنا تهاجر؟ لماذا تعيش في الفتور، منسحقة بجميع الشهوات التي تأتي من وسائل الإعلام، والضغوط الآتية من جميع الجوانب السياسيّة والاجتماعيّة والمادّيّة، وكذلك تلك التي تأتي من الطوائف الأخرى والأديان الأخرى؟ لماذا فقد كثيرون الدعوة إلى العيش مثل المسيحيّين الأوائل، الذين، مع الرسل، كانوا يعيشون حياة الإنجيل، متمحورة حول المسيح في الصلاة والمشاركة؟

أجد أنّ الكثير جدًّا من عائلاتنا "التي تُسمَّى بالمسيحيّة"، لديها حاجة حيويّة لإعادة تبشيرها والاستقبال الشخصيّ لمغفرة الله ورحمته المحقَّقتَين بآلام، وموت، وقيامة ربّنا يسوع المسيح.

على مدى السنوات الأربعين الماضية، نشهد جميعًا على أنّ الروح القدس يَخلُق تجدُّدًا في الكنيسة؛ من هنا وُلِدت الحركات والجماعات الجديدة التي تعيش ديناميّة تبشيريّة كَرُسل عظام ومثل قدّيسين كبار (نحن نعرفهم)، استطاعوا على مرّ القرون، أَنجلة قلب الكنيسة والعالم.

وقد التقيت في السنوات الأخيرة، في بلادنا العربيّة وبلدان أخرى، العديد من العائلات التي تعيش إيمانها المسيحيّ بقوّة، على الرغم من الصعوبات الهائلة في الحياة اليوميّة. تَحمل هذه العائلات المشتعِلة بِنار محبّة المسيح صلبانها وتاحفظ على الرجاء في مواجهة كلّ رجاء.

لا يمكن لهذه العائلات الصمود والتبشير سوى بالعلاقة الشخصيّة، والحبّ العميق للسيّد المسيح من خلال تعزيز الصلاة اليوميّة ودعم التجمّعات الصغيرة أو الأخويّات الملتئِمة معًا كلّ أسبوع حول كلمة الله. هذه المحافل الصغيرة تمكّنهم من العيش بشكل مكثّف حول القربان المقدّس يوم الأحد.

تحيا هذه العائلات بواسطة حضور المسيح القائم من الموت في وسطها، الذي يعطيها الحياة من خلال روحه القدوس ويقودها إلى الآب.

وسيتمّ قريبًا بناء مركز دوليّ لروحانيّة الأسرة في الناصرة. سيكون هذا المركز في خدمة الكنيسة المحلّيّة والكنيسة الجامعة. وأرجو أن يكون بإمكانه أن يُشِعّ على جميع المدن في الأراضي المقدّسة، وأن يُساعِد الأسر على مواجهة المشاكل والصعوبات في الحياة اليوميّة، ولا سيّما تشجيع هذه الأسر على أن تصبح أسرًا رسوليّة حقيقيّة، بيوتًا حقيقيّة للمحبّة والنور.








All the contents on this site are copyrighted ©.