2010-10-15 16:03:39

سيادة المطران باسيليوس جرجس القسّ موسى، رئيس أساقفة الموصل للسريان السامي الاحترام (العراق)


في بلداننا الشرق أوسطيّة، نحن أقلّيّات صغيرة، تعصف بها بشكل كبير العوامل التالية:

1. هجرة المسيحيّين المتزايدة حيث يفقد هؤلاء، وعلى نحو متزايد، الثقة ببلدانهم التاريخيّة الخاصّة.

2. موجات الإرهاب المستوحاة من الإيديولوجيّات الدينيّة، سواء الإسلاميّة منها أو الشموليّة، التي تنكر مبدأ المساواة بالذات لصالح تيّار إنكاريّ أساسيّ يسحق الأقلّيّات، بمن فيها المسيحيّون، وهم الحلقة الأكثر ضعفًا.

3. الانخفاض المقلق في الولادات عند المسيحيّين، مقابل معدّل ولادات على ازدياد متواصل لدى المسلمين.

4. التهمة الظالمة ضدّ المسيحيّين بأنّهم قوّات مأجورة أو منقادة للغرب، الذي يُعتَبَر "مسيحيًّا"، والمعتَبَرين بالتالي كجسم طفَيليّ للأمّة. المسيحيّون موجودون ونشيطون هنا قبل الإسلام بكثير، يشعرون بأنّهم غير مرحَّب بهم في أرضهم الخاصّة، التي تصبح على نحو متزايد "دار الإسلام" الخاصّة. الغرب نفسه ليس أكثر حنانًا: المصطلح "مسيحيّ" لا يوحي له سوى بالجانب الدينيّ. لم يُنتَهَك البعد الاجتماعيّ لمجموعة بشريّة في حقوقها الأساسيّة، وهويّتها الثقافيّة، وممتلكاتها، ووجودها بالذات، بسبب دينها، كما هو الحال اليوم. إنّ المسيحيّ المشرقيّ في بلاد الإسلام محكوم عليه إمّا بالزوال، وإمّا بالمنفى. إنّ ما يحدث في العراق اليوم يذكّرنا بما حدث في تركيا خلال الحرب العالميّة الأولى. هذا يبعث على القلق!

5. الحالة الكسريّة للجماعات المسيحيّة في الشرق الأوسط: انقسامات مؤسّساتيّة كنسيّة وفي هويّات الكنائس المحلّيّة المستشرسة في ما يتعلّق باستقلالها الذاتيّ، تمّ سابقًا تشييدها على أساس عقائديّ وجغرافيّ أو لغويّ، وبشكل مصطنع، في نزعة قوميّة عرقيّة-سياسيّة (العراق اليوم، مثلٌ على ذلك)، على الرغم من الارتباط بالنسغ الآبائيّ واللغويّ ذاته؛ لقد عانت من المصير التاريخيّ ذاته باعتبارها "ذمّيّة"؛ إنّ المستقبل مكفهرّ بالنسبة إلى الجميع، إذ إنّنا أمام الأعراض نفسها من التفكّك، سواء من جانب العوامل الخارجيّة أو الداخليّة.

هذه هي التحدّيات الحقيقيّة، الوخيمة العواقب بالنتيجة، التي يواجهها مسيحيّو الشرق الأوسط.








All the contents on this site are copyrighted ©.