2010-10-04 15:57:12

البابا يدعو شباب صقلية لعدم الاستسلام لإغراءات المافيا فهي طريق موت تتعارض والإنجيل


التقى الأب الأقدس عند الساعة السادسة من مساء الأحد شباب باليرمو، في ساحة بوليتياما، اللقاء الأخير على أجندة زيارته التاريخية لجزيرة صقلية، احتفالا باللقاء الكنسي الإقليمي للعائلات والشباب.

ذكّر البابا في كلمته باحتفال تطويب الشابة الإيطالية كيارا بدانو في الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر، ودعا الجميع للتعرف على حياتها التي تشكّل رسالة رائعة، وقال إنها ولدت عام 1971 وتوفيت عام 1990. عاشت تسع عشرة سنة مفعمة محبة وإيمانا وبقيت تشعّ نورا من حولها على الرغم من مرضها العضال، ليسلّط الضوء هكذا على أهمية العائلة والعلاقة بين الأهل والأبناء لنقل الإيمان.

دعا بندكتس السادس عشر شباب صقلية ليكونوا أشجارا جذورها مغروسة في "نهر" الخير، وحثهم على عدم الخوف من مقاومة الشر، وقال لهم: "معا، تكونون كغابة تنمو، ربّما بصمت، لكنها قادرة على إعطاء ثمر وتجديد أرضكم من العمق.... لا تستسلموا لإغراءات المافيا، فهي طريق موت تتعارض مع الإنجيل."

وفي إشارة لموضوع اليوم العالمي للشباب المرتقب في العاصمة الإسبانية مدريد صيف عام 2011 "فتأصلوا في المسيح وتأسسوا عليه واعتمدوا على الإيمان"، شدد البابا على أهمية المحبة والإيمان ومعرفة وجه الله الحقيقي.

أضاف الأب الأقدس قائلا: أُدرك مصاعب شباب وعائلات اليوم لاسيما في جنوب إيطاليا وأُدرك التزامكم أيضا لمواجهة هذه المشاكل إلى جانب كهنتكم الذين يشكّلون آباء وأخوة حقيقيين في الإيمان كما كان الأب بينو بولييزي... أشكر الله على لقائكم ـ فحيث هناك شبيبة وعائلات تختار طريق الإنجيل ـ هناك الرجاء، وأنتم علامات رجاء لصقلية وإيطاليا كلها...

لقاء آخر جمع البابا عصر الأحد بالكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين، في كاتدرائية باليرمو، وشدد على أهمية الصلاة والافخارستيا لكونها ينبوع الحياة المسيحية وذروتها، ودعا الكهنة لإيلاء اهتمام دائم بعالم الشباب متوقّفا عند كلمات خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته صقلية: "شرعوا أبواب رعاياكم للشباب ليتمكّنوا من فتح قلوبهم للمسيح"...

هذا وذكّر الأب الأقدس في كلمته بإحياء كنيسة باليرمو مؤخرا ذكرى اغتيال الكاهن جوزيبي بولييزي على يد المافيا، وقال: "كان قلبه يشع محبة رعوية وأولى اهتماما كبيرا بتربية الشباب خلال خدمته الغيورة، وسعى لتعيش كل عائلة مسيحية دعوتها كمربيّة أولى على الإيمان وتمكّن المؤمنون الموكلون لعنايته الرعوية من الارتواء من غناه الروحي. أدعوكم للحفاظ على ذكراه وشهادته الكهنوتية والاقتداء بمثله البطولي."

وحث البابا الرهبان والراهبات على مواصلة إتّباع يسوع والشهادة لجمال أن نكون مسيحيين مذكّرا بأهمية الصلاة والنمو في القداسة الشخصية والجماعية وشجع الإكليريكيين على الإجابة بسخاء على دعوة الرب، والاقتداء بالمسيح والاستعداد للرسالة من خلال تنشئة متينة: إنسانية، روحية، لاهوتية وفكرية.

وتحدث الأب الأقدس عن أهمية الإكليريكية لمستقبلهم، إذ تقودهم ليكونوا رعاة النفوس ومعلّمي الإيمان وخدّام الأسرار المقدسة وحاملي محبة المسيح، ودعاهم ليعيشوا بالتزام زمن النعمة هذا ويحافظوا في قلبهم على فرح "النعم" التي قالوها للرب.

هذا وختم البابا كلمته أمام الكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين، في كاتدرائية باليرمو، حاثا الجميع على مواصلة رسالتهم في خدمة الكنيسة بشجاعة ورجاء، وأوكلهم لشفاعة مريم العذراء والقديسة روزاليا مانحا الكل بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.