في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يذكر بعيد القديس منصور دو بول وتطويب كيارا بدانو. وحدها "المحبة" تهب السعادة الحقة

أطل البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد من على شرفة القصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو ليتلو مع المؤمنين والحجاج صلاة التبشير الملائكي وتمحورت كلمته حول إنجيل هذا الأحد "مثل الغني ولعازر"... فالأول ـ قال الأب الأقدس ـ يعيش في الترف والأنانية وعند موته ذهب إلى الجحيم، أما الفقير الذي كان يشتهي أن يشبع من فتات مائدة الغني، حملته الملائكة عند موته إلى مسكن الله الأبدي. ذكّر البابا بكلام الرب لتلاميذه "طوبى لكم أيها الفقراء، فإن لكم ملكوت الله"، وأضاف متحدثا عن فحوى رسالة هذا المثل، فقال إنها تذكّرنا، ونحن في هذا العالم، بواجب الإصغاء للرب الذي يكلّمنا من خلال الكتب المقدسة، وبالعيش حسب مشيئته... فمن جهة أولى يقول لنا هذا المثل إن الله يحب الفقراء ويرفعهم من الذل، ويذكّرنا من جهة ثانية بأن مصيرنا النهائي مرتبط بسلوكنا، فالأمر متروك لنا لإتباع طريق الله الذي دلّنا إليه لبلوغ الحياة، أي طريق المحبة، خدمة الآخرين، في محبة المسيح... وتابع الأب الأقدس مذكّرا بالاحتفال يوم غد بعيد القديس منصور دو بول، شفيع المنظمات الخيرية الكاثوليكية، ويُحتفل بالذكرى الثلاثمائة والخمسين لوفاته. ففي فرنسا عام 1600 لمس بيده التباين القوي بين الأغنياء والفقراء، وتمكّن ـ تحرّكه محبة المسيح ـ من خدمة للمهمشين، وأسس مع القديسة لويز دو مارياك جمعية "بنات المحبة". كما وتحدّث البابا عن تطويب خادمة الله الشابة الإيطالية كيارا بدانو أمس السبت في روما، وقال: وحدها المحبة تهب السعادة الحقة، وأضاف: كانت للجميع شعاع نور، وها هي رعيتها، مع أبرشية أكوي تيرمي وحركة الفوكولاري التي انتمت إليها، تعيش فرحة عيد ـ عيد لجميع الشباب الذين يستطيعون أن يجدوا فيها مثالا للروح المسيحية، وأضاف: لنرفع التسبيح لله لأن محبته أقوى من الشر والموت، ولنشكر مريم العذراء التي تقود الشباب، حتى في الصعاب والآلام، إلى محبة يسوع واكتشاف جمال الحياة. وبعد صلاة التبشير الملائكي، توجه بندكتس السادس عشر للمؤمنين بلغات مختلفة شاكرا الجميع على مرافقته بالصلاة خلال زيارته الرسولية للمملكة المتحدة، وسائلا مريم العذراء ورؤساء الملائكة ميخائيل، جبرائيل ورفائيل مساعدة الجميع على العيش في الإيمان والمحبة، كما وذكّر البابا باقتراب بدء شهر الوردية وبعودته الخميس القادم إلى الفاتيكان بعد فترة استراحته الصيفية في القصر الرسولي الصيفي في كاستيل غاندولفو.