2010-09-20 09:47:29

تطويب الكردينال جون هنري نيومان وصلاة التبشير الملائكي


تصدّر اليوم الأخير من زيارة البابا الرسولية إلى المملكة المتحدة تطويب الكردينال جون هنري نيومان في كوفتون بارك في بيرمينغهام بحضور آلاف المؤمنين. في عظته خلال القداس الإلهي تحدث بندكتس السادس عشر عن يوم الأحد، يوم الرب، اليوم الذي قام فيه السيد المسيح من بين الأموات ليُغيّر مجرى التاريخ البشري ويُعطي الحياة والرجاء للعائشين في ظلال الموت. إنه اليوم الذي يُرفع فيه الكردينال جون هنري نيومان إلى مجد المذابح طوباويا. أشار البابا إلى تاريخ إنكلترا الحافل بالشهداء الذين بشهادتهم قدّموا دعما للجماعة الكاثوليكية المحلية عبر القرون. لا بد إذا قال البابا من الإقرار بقداسة ابن هذه الأرض الذي قدّم شهادة طوال حياته من خلال تكريس الذات لسر الكهنوت والتعليم والتربية. إنه يستحق الانضمام إلى شهداء وقديسي هذه الأرض النبيلة. الكردينال نيومان تميّز بحكمة إنسانية عميقة ومحبة كبيرة للسيد الرب وأعطى شهادة لوجود الروح القدس المستمر في قلب شعب الله. كان شعاره "القلب يحكي القلب". شعار يعكس الدعوة إلى عيش الحياة المسيحية كدعوة إلى القداسة. إنه يذكّرنا بأن الأمانة للصلاة تُحوّلنا تدريجيا إلى الصورة الإلهية، كما كتب في أحد مؤلفاته، "ممارسة الصلاة تسمو بالروح". إن تعليم الطوباوي الجديد بشأن الصلاة يشرح لنا كيف وضع المؤمن المسيحي نفسه بشكل نهائي في خدمة المعلّم الوحيد أي الرب السيد ويساعدنا على فهم معنى هذا الأمر في حياتنا اليومية. كتب في أحد مؤلفاته:"لي رسالتي. أنا حلقة من سلسلة أربط بين الأشخاص. لقد خلقني الله لأفعل الخير وسوف أُتمّم رسالتي وأكون ملاك سلام وواعظ الحقيقة. وإنْ فعلتُ هذا فسوف أُطيع وصاياه وأخدمه في دعوتي". مضى قداسة البابا إلى القول إن خدمة الطوباوي الجديد وفكره الفطن حول العلاقة بين الإيمان والعقل وفضاء الدين الحيوي في المجتمع المتمدّن وحول ضرورة التربية انطلاقا من تعاليم الإنجيل مفاهيمُ كان لها أهمية كبيرة بالنسبة لإنكلترا تلك الحقبة ولا تزال حتى اليوم تنير كثيرين في العالم كله. أريد قال البابا تكريم رؤية الطوباوي الجديد حول التربية إذ شاء أن يسير السلوك الأدبي والالتزام الديني بشكل مواز للتهيئة الفكرية. لقد تميّزت حياة الكردينال نيومان بالخدمة الرعوية إذ عاش سر الكهنوت بتقوى عميقة في خدمة الآخرين فكان يزور المرضى والفقراء ويُعزّي الحزانى ويعتني بالمساجين. وليس من قبيل الصدفة أن تجمّع آلاف الأشخاص خلال تشييع جثمانه الذي وُضع في مقبرة قريبة من هذا المكان. بعد مائة وعشرين سنة على وفاته تجمّع مرة أخرى آلاف المؤمنين للاحتفال بإقرار الكنيسة بقداسة هذا الأب الحنون. ما من طريقة أفضل من هذه للتعبير عن فرحنا لهذا الحدث ورفع الشكر لله.

في ختام القداس الإلهي وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي توجّه البابا إلى المؤمنين قائلا: يسعدني أن أحيي المؤمنين القادمين من إشبيليا حيث جرى أمس حفل تطويب الأم ماريا ديلا بوريزيما ديلا كروز. فلتكن العذراء مريم منارة للنساء الشابات كي تتبعن مثال هذه الطوباوية في تكريس الذات لله والقريب. عندما جاء الطوباوي نيومان للعيش في بيرمينغام أطلق على أول مسكن له اسم "ماريفال" وكرّس الجامعة الكاثوليكية في ايرلندا لحماية العذراء مريم وعاش في أماكن كثيرة تغذيه التقوى المريمية. هذا ثم تلا البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.