2010-09-20 09:48:00

الزيارة الرسولية للمملكة المتحدة: خطاب البابا خلال أمسية الصلاة لتطويب الكاردينال نيومان في هايد بارك بلندن


خلال أمسية الصلاة الحاشدة في منتزه هايد بارك في وسط لندن عشية الاحتفال بتطويب الكاردينال نيومان، اعتبر البابا بندكتس الـ16 في كلمته أن الكاردينال جون هنري نيومان شق درب حياته كلها بضوء اختبار الارتداد العظيم إلى الكثلكة، وجابه بكل قوة النزعة إلى اعتبار الدين أمرا شخصيا وخاصا.

استخلص البابا أمثولتين من حياة نيومان، فهو يذكرنا في الزمن الحالي، حينما تهدد نسبية فكرية وأخلاقية بزعزعة أسس مجتمعنا، بأننا خلقنا لنتعرف على الحقيقة ولنجد فيها حريتنا النهائية وتحقيق التطلعات البشرية الدفينة: جُعلنا لنعرف المسيح، الطريق والحق والحياة.

كما يعلمنا أن الشغف بالحقيقة والنزاهة الفكرية والارتداد الأصلي أمور لها ثمن كبير يجب دفعه وهو ثمن الأمانة للإنجيل، لا من خلال الشنق والغرق والتشويه، بل غالبا في اعتبار المؤمنين لا قيمة لهم وعرضة للسخرية ورموزا للاستعراض.

يعلمنا نيومان، تابع البابا، أنه عندما نقبل حقيقة المسيح ونلتزم في حياتنا من أجله، فلا يمكن أبدا أن ننفصل عنه وكل ما نعمله يجب أن يتحول لمجد الله ونشر ملكوته. ويعلمنا أيضا أن نور الإيمان اللطيف يقودنا إلى إدراك حقيقة ذواتنا وكرامتنا كأبناء الله ومصيرنا السامي في السماء.

لفت بندكتس الـ16 إلى واقعية نيومان المسيحية الدقيقة في كلامه: "خلقني الله لأقدم له خدمة معينة. كلفني بعمل معين لم يعهد به إلى آخرين"، فشدد على أن الإيمان يهدف لحمل ثمرة تحول عالمنا بقوة الروح القدس. ورأى أن في أوقات الشدة والأزمة والعصيان، ينبت الله قديسين كبارا وأنبياء لتجديد الكنيسة والمجتمع المسيحي.

وتوجه البابا إلى الشباب الحاضر في الأمسية، فقال لهم: يسوع وحده يعرف أي "خدمة معينة" يكلفكم بها. كونوا متنبهين لصوته الذي يتردد في أعماقكم وقلبه الآن يخاطب قلوبكم. ورأى أن المسيح يحتاج اليوم لعائلات تذكر العالم بكرامة الحب البشري وروعة الحياة الزوجية؛ بحاجة لرجال ونساء يكرسون حياتهم لهدف التربية النبيل؛ بحاجة إلى من يضحون بحياتهم الخاصة في اتباع المحبة الكاملة في العفة والفقر والطاعة؛ يحتاج لقوة الحب في الرهبان والراهبات المتأملين، ولكهنة طيبين وقديسين، رجال قادرين على خسران حياتهم من أجل القطيع.

وختم البابا كلامه بدعوة الشباب إلى موافاته إلى العاصمة الإسبانية مدريد  للمشاركة في احتفالات اليوم العالمي للشبيبة المرتقب صيف العام 2011.








All the contents on this site are copyrighted ©.