2010-09-20 09:48:46

البابا يترأس القداس الإلهي في كاتدرائية وستمينستر: ما أحوجنا اليوم لشهود جمال القداسة وتألق الحقيقة وشهود السعادة والحرية النابعتين من علاقة حية مع المسيح


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت القداس الإلهي في كاتدرائية "دم المسيح الثمين" في وستمينستر بلندن، موجها تحية من القلب إلى الجميع، خاصا بالذكر رئيس الأساقفة فينسنت نيكولز، ومرحّبا بحضور رئيس أساقفة كانتربوري.

قال الأب الأقدس إن دم المسيح ينبوع حياة الكنيسة، وذكّر بكلمات الرب في العشاء الأخير حين أسس الإفخارستيا سرّ جسده المعطى لنا، ودمه، دم العهد الجديد المراق لمغفرة الخطايا، وأشار إلى أن الكنيسة، الأمينة لوصية المسيح "اصنعوا هذا لذكري"، تحتفل بالافخارستيا في كل زمان ومكان حتى مجيء الرب بالمجد، فرحةً بحضوره السري ومنتهلة القوة من ذبيحة الخلاص لفداء العالم... وأضاف الحبر الأعظم أن الصليب يذكّرنا بأن المسيح يوحّد يوميا آلامنا وحاجاتنا، رجاءاتنا وتطلعاتنا مع استحقاقاته اللامتناهية، وأشار إلى أن أخوة وأخوات يعانون حتى يومنا الحاضر من التمييز والاضطهاد بسبب إيمانهم المسيحي.

توقّف الأب الأقدس عند آلام جمة سبّبتها تجاوزات على الأطفال، خصوصا في الكنيسة ومن قبل كهنة فيها وعبّر عن ألمه العميق للضحايا الأبرياء، ضحايا جرائم لا توصف، راجيا بأن يحمل إليهم المسيح الشفاء والسلام، وأشار بندكتس السادس عشر إلى الذل الذي عاناه الجميع بسبب هذه الخطايا وعبّر عن امتنانه للجهود المبذولة لمواجهة هذه المشكلة بمسؤولية.

ذكّر البابا في عظته بدور العلمانيين في حمل رسالة الكنيسة وخدمة الإنجيل كما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني وتمنّى أن تشكل أفكار الكردينال جون هنري نيومان، وعلى الدوام، مصدر وحي لأتباع المسيح في هذه الأرض، والعمل دفاعا عن الحقائق الأخلاقية التي، مستنيرة من الإنجيل، تشكل أساس مجتمع إنساني، عادل وحر وبحقّ.

وتابع الأب الأقدس قائلا: "ما أحوج مجتمعنا المعاصر لهذه الشهادة! وما أحوجنا اليوم، في الكنيسة والمجتمع لشهود جمال القداسة، شهود تألّق الحقيقة وشهود السعادة والحرية النابعتين من علاقة حية مع المسيح! وأشار البابا إلى أن أحد أكبر تحديات اليوم الواجب مواجهتها، طريقة الكلام بشكل مقنع عن قوة كلمة الله المحرّرة لعالم ينظر غالبا للإنجيل كمقيّد للحرية الإنسانية، بدل حقيقة تحرّر عقولنا وتنير جهودنا للعيش باستقامة، كأفراد وأعضاء في المجتمع على حد سواء.

وفي ختام القداس الإلهي بكاتدرائية وستمينستر وجّه البابا تحية للشباب "من "القلب إلى القلب"، داعيا الجميع لرفع شكر دائم لله على محبته لنا، والمحبة التي نلناها من عائلاتنا، أصدقائنا، معلّمينا وكل مَن ساعدنا في حياتنا لنفهم كم نحن ذا قيمة في أعينهم وبنظر الله. وأضاف الأب الأقدس أن الطوباوية الأم تريزا دي كالكوتا، مرسلة المحبة، ذكّرتنا بأن تقديم محبة نقية سخية، ثمرة قرار يومي، وعلينا اختيار المحبة كل يوم، ما يتطلّب التماس مساعدة، المعونة المتأتية من المسيح والصلاة والحكمة الموجودة في كلمته والنعمة التي يسبغها علينا في أسرار كنيسته.

ودعا الحبر الأعظم الشباب للنظر يوميا داخل قلبهم لإيجاد ينبوع كل محبة حقيقية وقال إن يسوع يدعوهم لقضاء وقت معه في الصلاة، الصلاة الحقيقية التي تستلزم يوميا إيجاد لحظات صمت، وانتظار ما سيقوله الرب لنا. فحتى في غمرة الإرهاق ومشاغل الحياة اليومية نحتاج لإعطاء فسحة للصمت، إذ فيه نكتشف حقا من نكون. كما ودعا البابا لرفع الصلاة من أجله وحاجات الكنيسة في العالم.

تحية أخرى وجهها البابا بندكتس السادس عشر للمؤمنين في الغال متحدثا عن القديس دايفد، شفيع سكانها وأحد كبار قديسي القرن السادس، سائلا الله أن تواصل رسالته ـ بتواضعها وغناها ـ جذْب القلوب نحو محبة متجددة للمسيح وكنيسته. وذكّر الأب الأقدس بالتقوى المريمية لدى المؤمنين سائلا مريم العذراء أن تتشفّع لسكان الغال لدى ابنها، وراجيا أن يرشد نور المسيح خطى حياتهم على الدوام.








All the contents on this site are copyrighted ©.