البابا يخاطب الصحفيين على متن الطائرة التي أقلته صباح اليوم إلى بريطانيا

على متن الطائرة التي أقلته إلى المملكة المتحدة تحدث البابا كعادته إلى الصحفيين المرافقين له. أعرب الأب الأقدس عن حزنه العميق إزاء حالات التحرش الجنسي بالقاصرين التي مورست على يد رجال دين كاثوليك، وقال إن هذه الأنباء سببت له صدمة عندما أُحيط علما بها. وقال البابا لا يسعنا أبدا أن نفسر كيف تُرتكب هذه الأفعال المشينة من قبل كاهن تعهد بأن يكون رعايا صالحا على غرار المسيح ، وتابع يقول: يؤسفنا جدا أن السلطات الكنسية لم تتنبه لهذا الأمر في حينه ولم تتخذ الإجراءات الملائمة في الوقت المناسب.

أكد بندكتس السادس عشر أن الكنيسة تعيش حاليا مرحلة توبة وتجدد داخلي، وشكر أساقفة بريطانيا العظمى على الإجراءات التي تبنوها للحيلولة دون تكرار هذه الانتهاكات في المستقبل. وقال إن الكنيسة الكاثوليكية تسعى إلى تحقيق أهداف ثلاثة: أولا مساعدة ضحايا التعديات الجنسية على تخطي هذه المرحلة الأليمة واستعادة الثقة برسالة المسيح، ثانيا منع الكهنة المذنبين من الاتصال بأي فتيان أو فتيات في المستقبل بعد أن تأخذ العدالة مجراها، والهدف الثالث والأخير يكمن في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار هذه الانتهاكات، بدءا من اختيار الأشخاص المرشحين لنيل سر الكهنوت.

وفيما يتعلق بالانتقادات التي تلقاها هذه الزيارة من قبل منظمات علمانية أو ملحدة أكد الأب الأقدس أن الكنيسة لا تسعى إلى تثبيت سلطتها بل إلى نشر رسالة الإنجيل ومساعدة الضعفاء والمحتاجين، لأن الكنيسة تضع نفسها في خدمة الآخرين لافتا إلى أنه يقوم بهذه الزيارة بشجاعة وفرح كبيرين.

وأشار بندكتس السادس عشر إلى أنه سيسعى إلى نشر رسالة الإنجيل، رسالة المحبة والسلام والمصالحة، وتحدث عن وجود أهداف مشتركة للكنيستين الكاثوليكية والأنغليكانية وللحكومة البريطانية أيضا خصوصا عندما يتعلق الأمر بالفقر والإدمان على المخدرات والأمراض المتفشية في مختلف أنحاء العالم. كما شدد البابا على المسؤولية المشتركة للسياسة والدين ألا وهي العمل من أجل خير العالم، معتبرا أن تعزيز التعاون في هذا المجال شرط أساسي بالنسبة لمستقبل أوروبا والعائلة البشرية كلها.