الاعتداء على قس بروتستنتي في إندونيسيا. دعوات إلى الدفاع عن التعددية الدينية في المجتمع الإندونيسي

تعرض قس بروتستنتي في إندونيسيا للاعتداء على يد مجموعة من ثمانية أشخاص لم تُحدِّد الشرطة هوياتهم حتى الساعة. أقدم المهاجمون على طعن القس أفيان سيهومبينغ المسؤول عن الجماعة البروتستنتية في محلة بودونك بيكازي الشرقية. وأفادت مصادر طبية أن القس نُقل إلى المستشفى وحالته الصحية حرجة إذ أصيب بجرح عميق في معدته.

أوردت النبأ وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية الآسيوية مضيفة أن المهاجمين اعتدوا على امرأة بروتستنتية أخرى تُدعى لوسبيدا سيمنجوتاك، أصيبت بجراح طفيفة في وجهها، رأسها وظهرها. وتفيد مصادر الجماعة البروتستنتية المحلية أن القس أفيان تعرض للاعتداء بسبب إصراره على الاحتفال بالشعائر الدينية في الهواء الطلق، وهو أمر أثار استياء المتطرفين الإسلاميين الذين تظاهروا في الأيام الماضية للإعراب عن رفضهم هذه المبادرة، لكن مصادر الشرطة المحلية نفت وجود دوافع دينية وراء الاعتداء.

على أثر هذه الحادثة أكد المحامي الإندونيسي الملتزم في مجال الدفاع عن الحقوق الإنسانية والحريات تودنغ موليا لوبيس أن الاعتداء يرمي إلى الحد من حرية العبادة في إندونيسيا، ورأى في الهجوم انتهاكا خطيرا لهوية البلاد المرتكزة إلى التعددية الدينية. أما الأب اليسوعي فرانز مانيس سوسينو فاعتبر من جهته أن الاعتداء على القس البروتستنتي يُظهر انعدام التسامح في المجتمع، داعيا المسؤولين الدينيين إلى العمل على ترسيخ مبدأ التسامح لدى أتباع مختلف الديانات، حفاظا على العيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد.

أما الناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان فجددوا صباح اليوم دعوتهم الحكومة الإندونيسية إلى الاقتصاص من الساعين إلى القضاء على الحريات الدينية في البلاد، وحذروا من تنامي نفوذ هذه الجماعات الإسلامية المتشددة التي باتت تعرض الدولة للخطر إذ تمارس الضغوط على الوزراء والمشرعين ليسنوا قوانين تتعارض ومبدأ التعددية الدينية.