2010-09-12 15:59:03

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وكان العشارون والخاطئون يدنون منه جميعا ليستمعوا إليه. فكان الفريسيون والكتبة يقولون متذمرين: "هذا الرجل يستقبل الخاطئين ويأكل معهم!" فضرب لهم هذا المثل قال: "أي امرئ منكم إذا كان له مائة خروف فأضاع واحدا منها، لا يترك التسعة والتسعين في البرية، ويسعى إلى الضال حتى يجده؟ فإذا وجده حمله على كتفيه فرحا، ورجع به إلى البيت ودعا الأصدقاء والجيران وقال لهم: "افرحوا معي، فقد وجدت خروفي الضال! أقول لكم هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر منه بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة. أم أية امرأة إذا كان عندها عشرة دراهم، فأضاعت درهما واحدا، لا توقد سراجا وتكنس البيت وتجدُّ في البحث عنه حتى تجده؟ فإذا وجدته دعت الصديقات والجارات وقالت: افرحن معي، فقد وجدت درهمي الذي أضعته! أقول لكم: هكذا يفرح ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب"... (لوقا 15/1-32)

 

قراءة من القديس يوحنا الذهبي الفم (+407)

 

قد تسألوني: "ألا تخلق المحبة فرحا ولو كان غير حقيقي على أي حال؟ لا، فالمحبة النقية وحدها تجلب فرحا طاهرا ونقيا، والمحبة النقية ليست المحبة الدنيوية والسوقية التي تخلق الشر والرذيلة، بل المحبة المسيحية والروحية التي يطلبها القديس بولس منا، والتي تهدف لمنفعة القريب، هذه المحبة كانت لدى رسول الأمم الذي قال: "فأي إنسان كان ضعيفا فما أنا معه بضعيف؟ وأي إنسان زلت قدمه فلا أحترق أنا بالنار؟" (2كور 11/29).

لا شيء يغضب الله بقدر عدم لامبالاتنا بالقريب والجار، لذلك أمر بأن يعاقب العبد الذي أظهر قسوة تجاه زملائه العبيد بشدة، ولذلك قال إنه يجب أن تكون ميزة تلاميذه المحبة، لأن المحبة تقود إلى الاهتمام بالقريب بشكل طبيعي.

وقد تسألوني أيضا: "عندما نهتم بالقريب، ألن نهمل خلاصنا؟" لا يوجد خطر كهذا بل على العكس، لأن ذاك الذي يهتم بالآخرين لا يسبب حزنا لأحد، فهو يعطف على الجميع ويساعد الكل بقدر ما يستطيع، ولا يسلب شيئا من أحد ولا يكون طماعا أو سارقا أو كاذبا، فهو يتجنب كل شر ويهدف إلى الخير دائما، يصلي من أجل أعدائه ويسامح كل الذين يظلمونه، إضافة إلى أنه لا يشتم ولا يسيء الكلام مهما فعلوا به، ففي كل هذه الأمور، ألا نساهم في خلاصنا؟ المحبة هي طريق الخلاص، فلنتبعها لكي نرث الحياة الأبدية.








All the contents on this site are copyrighted ©.