2010-09-08 12:43:56

كلمة البابا في ختام الكونشرتو بكاستل غاندولفو


استمع البابا بندكتس الـ16 أمس الثلاثاء في القصر الرسولي الصيفي بكاستل غاندولفو إلى القداس الجنائزي الذي كتبه الموسيقار النمساوي الشهير موزار قدمته عزفا أوركسترا بادوفا وفينيتو بقيادة المايسترو كلاودبو ديسديري وإنشادا جوقة أكاديمية الصوت من مدينة تورينو الإيطالية بقيادة المايسترو صونيا فراتسيزيه.

في نهاية الكونشرنو، شكر البابا الأكاديمية الحبرية للعلوم بشخص رئيسها المونسنيور مارسيلو شانشز سوروندو الذي قدم الحفل على شرف الأب الأقدس كذلك الفرقة الموسيقية والجوقة الإنشادية اللتين أدتا القداس الجنائزي لموزار سمح بنشر جو من الفرح الروحي العميق. وقال إن موزار استقى الكثير من الموسيقى الإيطالية التي أثرت نضوجه الفني خلال إقامته في إقليمي بييمونت وفينيتو وغيرها من المناطق.

لفت البابا إلى أن مودة خاصة تربطه بذلك الموسيقار العظيم، فكل مرة يصغي لموسيقاه، لا بد له من العودة بالذاكرة إلى كنيسة الرعية حين كان يافعا، إذ كان يشعر في قلبه بشعاع من روعة السماء عندما يبدأ عزف قداس لموزار أيام الأعياد. وأضاف أن كل نوتة أو جملة موسيقية عند موزار متناغمة جدا، ولا يمكنها أن تكون عكس ذلك، فالهدوء الموزارتي بادٍ في كل شيء وفي كل لحظة. وهذا هو ثمرة إيمانه الحي الذي يقدر من خلال موسيقاه على تمرير جواب مشع لمحبة الله التي تمنح أملا ورجاء.

تحدث موزار عن المرحلة النهائية من الحياة الأرضية في رسالة بعثها إلى والده المشرف على الموت، قائلا إن الله منحه نعمة التعرف من خلال الموت على مفتاح السعادة، ولا يغمض عينيه من دون التفكير إذا ما كان سيعيش غدا.

سطر بندكتس الـ16 أن الرسالة تلك تظهّر إيمان موزار العميق والبسيط الذي يشع من صلاة القداس الجنائزي ويقود إلى محبة مراحل الحياة الأرضية كأنها عطية من الله والتطلع بهدوء إلى الموت على أنه مفتاح لعبور البوابة نحو السعادة الأبدية. وختم البابا قائلا إن قداس موزار الجنائزي تعبير سامٍ عن الإيمان الذي يدرك تماما درامية الوجود البشري ولا يصمت على نواحيه المأساوية، وهو بالتالي تعبير عن إيمان مسيحي خالص، يعي أن حياة المرء تنيرها محبة الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.