2010-09-05 12:29:15

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وكانت جموع كثيرة تسير معه فالتفت وقال لهم: "من أتى إليّ ولم يرغب عن أبيه وأمه وامرأته وبنيه وإخوته وأخواته بل عن نفسه أيضا، لا يستطيع أن يكون لي تلميذا. ومن لم يحمل صليبه ويتبعني، لا يستطيع أن يكون لي تلميذا. فمن منكم، إذا أراد أن يبني برجا، لا يجلس قبل ذلك ويحسب النفقة، ليرى هل بإمكانه أن يتمه، مخافة أن يضع الأساس ولا يقدر على الإتمام، فيأخذ جميع الناظرين إليه يسخرون منه ويقولون: "هذا الرجل شرع في بناء ولم يقدر على إتمامه". أم أي ملك يسير إلى محاربة ملك آخر، ولا يجلس قبل ذلك فيفكر ليرى هل يستطيع أن يلقى بعشرة آلاف من يزحف إليه بعشرين ألفا؟ وإلا أرسل إليه وفدا، ما دام ذلك الملك بعيدا عنه، يسأله عن شروط الصلح. وهكذا كل واحد منكم لا يتخلى عن جميع أمواله لا يستطيع أن يكون لي تلميذا. (لوقا 14/25-33)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

 

لا نفع للأغنياء إلا إذا كانوا رحماء ومحبين للبشر. لكن للأسف فإن أغنياء قليلين جدا يتميزون بمحبتهم للبشر؛ وغالبيتهم غارقون في الأنانية وعدم الرحمة والخطيئة، لذلك يجب ألا تحسدهم. فكّر أنت ببطرس وبولس، بيوحنا وإيليا، فكّر بالمسيح نفسه الذي لم يكن له أين يسند رأسه. اقتدِ بفقر المسيح وقديسيه الذين كانوا محرومين من الخيرات المادية، لكنهم كانوا يملكون غنى روحيا لا يمكن تقديره. تذكّر دائما إعلان الرب الذي أكد أنه من الصعب أن يخلص غني: "ما أعسر دخول ملكوت الله على ذوي المال. فلأَنْ يدخل الجمل في ثقب الإبرة أيسر من أن يدخل الغني ملكوت الله" (لو18/24). إلى جانب هذا الإعلان الإلهي، ضعْ إن أردت كل ذهب الأرض وسترى أنه لن يساوي الخسارة التي سوف يسببها لك امتلاكه؛ أيضا إن كانت لديك اليابسة والبحر وبلدان المسكونة وعواصمها، وإن كانت الإنسانية كلها تعمل من أجلك، وإن كانت الينابيع تعطيك ذهبا بدلا من المياه، عندئذ سأقول إنك لا تساوي ثلاث قطع نقدية بما أنك ستفتقد ملكوت السموات.








All the contents on this site are copyrighted ©.