2010-09-01 17:00:58

البابا في مقابلته العامة في كاستل غاندولفو يتحدث عن القديسة هيلديغارد فون بينغِن


نظرا لضيق الباحة الداخلية للقصر الرسولي الصيفي بكاستل غاندولفو، أجرى البابا بندكتس الـ16 مقابلته العامة على غير العادة في ساحة خارجية محاذية لمقره الصيفي غصت بآلاف المؤمنين والحجاج، فتحدث إليهم عن وجه نسائي ساطع في سماء الكنيسة وهي القديسة هيلدغارد فون بينغِن الراهبة الألمانية البندكتية التي ولدت في عام 1098 وعاشت في ألمانيا خلال القرن الثاني عشر الميلادي.

قال البابا إن القديسة هيلدغارد الراهبة جندت كل طاقاتها ومواهبها الروحية في سبيل تجديد الكنيسة وانتشار روح أصيلة للحياة المسيحية، في الجمعيات الرهبانية ومؤسساتها، بين الكهنة والمؤمنين. ولفت أنها  لم تكن متصوفة كبيرة وحسب بل أصبحت مستشارة لأساقفة وأمراء في عصرها، ولم تخف أبدا من دعوتهم لعيش حياة رصينة باتباع السيد المسيح، في ظروف وأوقات صعبة عرفتها الكنيسة المجروحة من خطايا وذنوب الكهنة والعلمانيين.

هذا وسلط البابا الضوء على دور هيلدغارد فون بينغِن كامرأة في تاريخ الكنيسة، فذكّر بالرسالة الرسولية "كرامة المرأة" التي كتبها الراحل البابا يوحنا بولس الثاني عام 1988، وفيها سطر بعض الشخصيات النسائية اللواتي تجلَين بقداسة حياتهن وثروة تعليمهن.

وتابع بندكتس الـ16 يقول إن الشخص المؤتمن على هبات فائقة الطبيعة لا يتبجح بها أبدا ولا يخنقها بل يبدي طاعة مطلقة للسلطة الكنسية، شأن القديسة هيلدغارد التي أمرها البابا آنذاك أن تدوّن رؤياها وتتحدث عنها علانية، ومنذ ذلك الحين، تعاظم شأنها الروحي كثيرا حتى إن معاصريها لقبوها وأسموها نبية الألمان.

شدد البابا على أن كل موهبة أو عطية من الروح القدس تتوجه لبنيان الكنيسة، والكنيسة من خلال رعاتها وقادتها، تعترف بأصالة تلك الموهبة، مضيفا أن هذا هو ختم تجربة الروح القدس الحقيقية، ينبوع كل موهبة.

وفي تحياته بلغات أجنبية أخرى، تمنى البابا للحجاج الفرنسيين أن ينهلوا من وحي وتعليم الروح القدس فيكتشفوا عندئذ المواهب التي يمنحها الله لهم من أجل خدمة الكنيسة والعالم أجمع.

وأمل بندكتس الـ16 في كلمته للمؤمنين البولنديين أن يزرع الله في قلوب كثير من نساء اليوم الرغبة الحارة في تفعيل وتشغيل عبقريتهن في نشاط الكنيسة الرسولي.

هذا وحيا البابا الحجاج الإيطاليين وحث الشباب منهم بعد استعادتهم نشاطهم اليومي عقب العطلة الصيفية لكي ينشروا نور الله في كل بيئة ومكان عبر شهادتهم المسيحية الواضحة، كما حض المرضى ليجدوا العضد والمعونة في يسوع المسيح الذي يواصل عمله الخلاصي في حياة كل إنسان، ودعا المتزوجين الجدد للنهل من حب المسيح لكي يغدوَ حبهم أكثر ثباتا ودواما.








All the contents on this site are copyrighted ©.