2010-08-19 16:26:54

شهادة البطريرك مكسيموس الصايغ في أصالة المسيحيين في الشرق الأوسط


في مقالة بعنوان: مسيحيون ومسلمون على مائدة إفطار رئيس سوريا، روى المهندس باسل قس نصرالله مشاركة البطريرك مكسيموس الصايغ مع ثلاثة من أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في مأدبة إفطار أقامها رئيس الجمهورية العربية السورية آنذاك شكري القوتلي في 11 نيسان أبريل عام 1957 لكل رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية، بحضور أكثر من 50 شيخا وعالما مسلما.

وفي رده على خطاب رئيس الجمهورية الذي شدد على التسامح المنصوص عليه في القرآن تجاه المسيحيين، قال البطريرك الصايغ: "إننا نحن المسيحيين، سكان وطننا السوري لا نبخل بشيء، حتى بدمنا في سبيل خدمته. ومع ذلك نسمع من وقت إلى آخر بأننا كافرون ومشركون، ونحن لسنا بكافرين ولا بمشركين. بل بالعكس نحن، قبلكم جميعا نؤمن بوحدانية الله، وبفضلنا انتشرت هذه العقيدة التوحيدية. ونملك لائحة طويلة من شهداء ماتوا في سبيل هذه الوحدانية. هذا هو إيماننا".

وأسف البطريرك الصايغ لأن العروبة هي صفة يحتكرها فقط المسلمون، والعروبة في القاموس تعني الإسلام، ومع هذه النظرة يعمل المسلمون على حل كل مشاكل العرب، فقال: "يجب أن يفهم المسلمون أننا عرب، وكنا عربا قبل الفتح الإسلامي العربي، وقبل ظهور الإسلام".

ولتبيان أهمية الأقليات المسيحية في سوريا، ذكر البطريرك الصايغ بأن السلطان سليم الأول العثماني استقدم إلى حلب أربعين عائلة مسيحية من لبنان، وبينهم خبراء في التجارة والصناعة وأسكنهم في حي خاص بهم يدعى حتى اليوم "حي الأربعين". وفي نهاية خطابه في مأدبة الإفطار، ذكر الصايغ الحضور بأن بين المسيحيين كثيرين ممن امتلكوا معرفة دقيقة وعميقة لدين الإسلام، وتساءل هل يوجد بين العلماء المسلمين من تعمق في درس الدين المسيحي؟.

وعلق المهندس باسل قس نصرالله بالقول إن المسيحيين العرب (والسوريون في مقدمتهم) يتحسسون الشدائد الحالة بالمسلمين، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، لأنها واقعة على الناس وعلى أخي وجاري وصديقي ورفيقي في المواطنة، ولأننا الطرف المهم في الإعلان عن شهادات عيشنا وحياتنا أمام العالم أجمع. وتمنى أن يجتمع حول الرئيس إلى مائدة إفطار رمضان، رجال الدين المسلمون والمسيحيون، فتدعى حينها "إفطار الوطن".

 

 

* المهندس باسل قس نصرالله، مستشار مفتي عام الجمهورية العربية السورية








All the contents on this site are copyrighted ©.