2010-08-11 14:45:40

البابا من كاستل غاندولفو: نعمة الله لا تخنق حرية من يواجه الاستشهاد. ويعرب تضامنه مع المنكوبين جراء الفيضانات في أوروبا الشمالية


مكسيميليان كولبه وإديت شتاين، وجهان ساطعان في سماء الكنيسة خلال القرن العشرين، كانا محط كلام البابا بندكتس الـ16 عن الشهادة والاستشهاد في سبيل الإيمان بالمسيح، أثناء المقابلة العامة التي أجراها هذا الأربعاء في باحة القصر الصيفي بكاستل غاندولفو التي ضاقت بالحجاج والمؤمنين من كل حدب وصوب.

وما إن أطل البابا من على شرفة القصر الصيفي حتى علت الهتافات والصيحات مرحبة به، فقامت فرقة موسيقية مكسيكية مؤلفة من 45 من المارياتشي تدعى "تروفا دي سيلايو" بعزف وإنشاد أغنية "سييليتو ليندو" الشهيرة على شرف البابا، وتلتها فرقة "فيزيتانتيس" البرازيلية من ريو دي جانيرو، فألهبوا حماسة الحضور بمن فيهم الأساقفة المرافقون للحجاج.

وأمام 4 آلاف حاج ومؤمن، استعرض البابا فكرة الشهادة والاستشهاد من أجل المسيح فظهّر صورتي الكاهن مكسيميليان كولبه والراهبة إديت شتاين اللذين قضيا في معسكرات الموت النازية في آوشفيتز وأعلنهما البابا يوحنا بولس الثاني قديسَين وقال إنهما مثالين يحتذى بهما في زمن كزمننا الحاضر الذي تطغى عليه الأنانية والفردية.

وأردف البابا أننا لسنا مدعوين ربما للاستشهاد ولكن لا يمكننا الهرب من درب الدعوة للقداسة، لمقياس وجودنا الأعلى ولوضع المسيح في المكان الأول بغية تبديل حياتنا والعالم أيضا. وسطر أن نعمة الله لا تخنق حرية من يواجه الاستشهاد بل تعزز تلك الحرية المفعمة إيمانا ورجاء ومحبة إزاء التسلط والطغيان.

شدد البابا على أن الاستشهاد شكل من الحب الكامل لله تأسس على موت يسوع أي على تضحيته السامية المتممة على الصليب، وأضاف أنه واجب على كل مسيحي أن يحمل صليبه ويتبع المسيح على درب افتداء البشرية، ومن لا يفعل ذلك، لا يستحق المكافأة الأبدية.

وفي تحياته المختلفة بلغات عديدة، أعرب البابا عن قربه الروحي واتحاده بالصلاة من أجل المتألمين والمنكوبين جراء الفيضانات الجارفة في بولندا وبعض دول أوروبا الشمالية، وسأل الله أن يمنحهم قوة لمواجهة وتحمل المصائب وأن يحرك أفئدة الناس ذوي الإرادة الحسنة لمد يد المعونة والتضامن معهم.

ولفت البابا في كلمته إلى الحجاج الإيطاليين لعيد القديسة كلارا الأسيزية المصادف اليوم، تلك التي عرفت العيش بحزم وسخاء انتماءها للمسيح، فدعاهم إلى الاقتداء بمثلها والجواب على دعوة الرب وعلى الاتحاد مع المسيح المتألم في حمل الصليب اليومي وإلى أن يكونوا رسل إنجيل المحبة وسط عائلاتهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.