2010-08-01 16:13:52

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


فقال له رجل من الجمع: "يا معلم، مر أخي بأن يقاسمني الميراث". فقال له: "يا رجل، من أقامني عليكم قاضيا أو قسّاما؟" ثم قال لهم: "تبصروا واحذروا كل طمع، لأن حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله". ثم ضرب له مثلا قال: "رجل غني أخصبت أرضه، فقال في نفسه: ماذا أعمل؟ فليس عندي موضع أخزن فيه غلالي. ثم قال: أعمل هذا: أهدم أهرائي وأبني أمكبر منها، فأخزن فيها جميع قمحي وأرزاقي. وأقول لنفسي: يا نفس، لك أرزاق وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربي وتنعمي. فقال له الله: يا غبي، في هذه الليلة تسترد نفسك منك، فلمن يكون ما أعددته؟ فهكذا يكون مصير من يكنز لنفسه ولا يغتني عند الله". (لوقا 12/13-21)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

 

إن الحياة الحاضرة هي منزل مؤقت ومَضيَف وفندق، ولكي يعلن قديسو الله هذه الحقيقة، كانوا يقولون إنهم غرباء وعابرو سبيل على هذه الأرض، لكي يعلمونا أنه يجب أن نحتقر بل أن نزدري أيضا بأفراح هذه الحياة وأحزانها ويجب أن نرتفع عن الأرض ونعلّق أنفسنا في السماء.

وردفي الرسالة إلى العبرانيين الفصل 12/ 22-24: "أما أنتم فقد اقتربتم من جبل صهيون، من مدينة الله الحي، من أورشليم السماوية، من ربوات الملائكة في حفلة عيد، من جماعة الأبكار المكتوبة أسماؤهم في السماوات، من إله يدين الخلق أجمعين، من أرواح الأبرار الذين بلغوا الكمال، من وسيط العهد الجديد". نحن أيضا لدينا أورشليم، إنها ملكوت السماوات والفردوس، فلنوجه أفكارنا دائما نحو مدينتنا، ولتكن في أذهاننا على الدوام، ولنفكر دائما في جمالها بشوق.

فمن سيرث كل هذه ويتمتع بها؟ فقط أولئك الذين احتقروا الغنى الزائل ورفضوه، إضافة إلى الملذات الوقتية، ملذات هذا العالم المفسدة للنفس؛ فقط أولئك الذين يجاهدون يوميا في سبيل الفضيلة والمحبة والأخوّة والضيافة ومساعدة الفقراء؛ فقط أولئك الذين يسامحون كل الذين أساءوا إليهم من كل قلبهم.

الحياة الحاضرة حلم بأفراحها وملذاتها الزائلة إن قارناها بالحياة الآتية وفرحها لا ينتهي. كل شيء هو حلم مقارنة بالأشياء الأبدية، وكذلك الحياة الحاضرة مقارنة بالحياة الآتية أو ربما أكثر. كل شيء قطرة ماء صغيرة مقارنة بالمحيط غير المتناهي، هو ألف سنة من عالمنا الوقتي مقارنة بالمجد الدائم وفرح الملكوت السماوي.








All the contents on this site are copyrighted ©.