2010-07-04 18:14:05

البابا يلتقي الشباب في كاتدرائية سولمونا: دعوة للسير على درب الإنجيل ومحبة الكنيسة والتحلي بالوداعة ونقاوة القلب


عند الخامسة من عصر الأحد التقى الأب الأقدس الشباب في كاتدرائية سولمونا ووجه إليهم كلمة أشار فيها لأهمية تعلُّم استخدام جيّد للذكاء والحكمة اللذين وهبهما الله لنا وقال إن سكان هذه المنطقة لم يملكوا في الماضي وسائل كثيرة للدراسة لكنهم امتلكوا ما يجعل الإنسان غنيا بحق، أي الإيمان والقيم الأخلاقية التي تبني البشر والتعايش المدني، وتوقّف بعدها عند جانبين ظهرا من كلام ناطقيْن باسمهم: الجانب الإيجابي الذي يبان من نظرتهم المسيحية للحياة، تربية نالوها من الأهل والأجداد والمربين: الكهنة، الأساتذة ومعلمو التعليم المسيحي، أما الجانب الثاني فسلبي ويكمن في الظلال التي تحجب أفقهم، وهي مشاكل ملموسة تعيق النظر للمستقبل بهدوء وتفاؤل، وهناك قيم مزيفة ـ قال البابا ـ تُقترح عليهم وتعدهم بملء حياتهم وأضاف: لا مستقبل بدون ذاكرة. الثقافة الاستهلاكية الحالية تجعل الإنسان يفقد معنى الماضي والتاريخ وتحرمه على هذا النحو من قدرة فهم ذاته ومشاكله وبناء المستقبل. وأضاف البابا أن سر الدعوة يكمن في قدرة وفرح تمييز صوت الله، الإصغاء إليه وإتباعه ولتحقيق ذلك، لا بد من أن يتعوّد قلبنا على التعرف على الرب، وأكد الأب الأقدس أن مَن يتعلّم الإصغاء لهذا الصوت وإتباعه بسخاء، لا يخشى شيئا ويشعر بأن الله معه. بكلمة ـ قال البابا ـ إن سر الدعوة يكمن في العلاقة مع الله، في الصلاة، مذكّرا بأن القديس بييترو تشيليستينو كان قبل كل شيء رجل صلاة، وداعيا الشباب ليجدوا على الدوام فسحة لله في حياتهم اليومية. وأشار الأب الأقدس إلى أن الحوار مع الله ضمانة حقيقة وحرية. فالبقاء مع الله والإصغاء لكلمته في الإنجيل وليتورجية الكنيسة يقي من التكبّر والعجب ويهب القوة لنكون أحرارا بحق...

وأضاف البابا أن الإيمان والصلاة لا يحلان المشاكل إنما يسمحان بمواجهتها بنور جديد وقوة جديدة، وبشكل يليق بالإنسان وبطريقة أكثر هدوءا وفعالية، وقال: إذا نظرنا لتاريخ الكنيسة لوجدناه غنيا بقديسين وطوباويين تمكنوا من إيجاد حلول خلاقة وجديدة على الدوام للإجابة على حاجات إنسانية ملموسة، وذلك من خلال حوار عميق ودائم مع الله، ينيرهم الإيمان. ودعا بندكتس السادس عشر الشباب للسير بعزم على درب القداسة المفتوحة أمام الجميع، لأن ذلك يجعلهم أكثر إبداعا في إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهونها، وأشار إلى أن المناسك والأديار واحات وينابيع حياة روحية حاثا الشباب في ختام كلمته على محبة جماعاتهم المسيحية وعدم الخوف من التزام عيش خبرة الإيمان معا، والحفاظ على الفرح النابع من لقاء الرب وإيصاله لأترابهم، كما ودعاهم للسير على درب الإنجيل ومحبة الكنيسة والتحلي بالوداعة ونقاوة القلب... وبعد خطابه للشباب في الكاتدرائية، توقف البابا للصلاة أمام ذخائر القديسين بانفيلو وتشيليستينوس الخامس.

وكان البابا بندكتس السادس عشر تفقد خلال زيارته مدينة سولمونا المركز الرعوي الأبرشي لتدشين ومباركة "بيت الكاهن" المخصص للكهنة المسنين والمرضى، كما التقى وفدا من سجن المدينة...








All the contents on this site are copyrighted ©.