2010-06-05 15:12:04

لقاء البابا مع السلطات المدنية وأعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الرئاسي في نيقوسيا


"العمل من أجل السلام يقتضي من الدول ودبلوماسياتها التدخل بطريقة مسؤولة استنادا إلى معرفة حقيقة الوقائع". هي كلمات البابا بندكتس السادس عشر للسلطات القبرصية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في نيقوسيا خلال لقائه معهم صباح اليوم السبت في القصر الجمهوري. قال البابا إنكم كدبلوماسيين تعلمون بحكم خبرتكم أن هذه المعرفة تساعدكم على الكشف عن أعمال الظلم والتمييز ما يسهّل بالتالي من تقييم قلق ومشاغل الأطراف المورّطة في خلاف معيّن.

مضى البابا إلى القول لقد وضعت أمام نصب رئيس الأساقفة الراحل ماكاريوس أول رئيس لجمهورية قبرص  إكليلا من الزهور. لا بد لكل واحد منكم أن يلتزم على مثاله في خدمة خير الآخرين في المجتمع على المستويين الوطني والدولي. إنها دعوة نبيلة تحييها الكنيسة. أصر البابا على أهمية الحقيقة والاحترام في إطار التعاملات الدولية ولاحظ أن العلاقات الشخصية تشكل في غالب الأحيان الخطوات الأولى لبناء الثقة وإقامة روابط صداقة بين الأفراد والشعوب والأمم.

إن مثل هذه العلاقة الشخصية والصريحة والمنفتحة أضاف البابا قد تكون  بالنسبة للبلدان التي تعاني من أوضاع سياسية حساسة بداية خيِّرة للمجتمع والشعوب كافة. اسمحوا لي أن أشجعكم على الإفادة من هذه السانحة على المستويين الشخصي والمؤسساتي لتدعيم هذه العلاقات لما فيه خير الأمم التي تمثّلونها. في هذا الصدد أشار البابا إلى الفلاسفة اليونانيين القدامى الذين أكدوا على أن الخير العام يتم تحقيقه من خلال نفوذ أشخاص لهم نظرة أدبية جريئة وواضحة.      

ولكن ماذا يعني عمليا احترام وإنماء الحقيقة الأدبية في عالم السياسة والدبلوماسية على المستويين الوطني والدولي؟ إن إنماء الحقيقة الأدبية يعني تدمير الإيديولوجيات السياسية. خبرات القرن العشرين أظهرت ميول الإنسانية نحو طمس الحقيقة والكرامة البشرية. وحتى في أيامنا هذه نشهد محاولات مماثلة بحجّة تحقيق السلام والنمو وحماية حقوق الإنسان.

وفي تطلع ديني نحن جميعا أعضاء في عائلة واحدة خلقها الله وبالتالي فإننا مدعوون إلى إنماء الوحدة وبناء عالم أكثر عدالة وإخاء يستند إلى قيم مستديمة. أخيرا استشهد بندكتس السادس عشر بقول السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني "لا يمكن النظر إلى الواجب الأدبي كقانون يفرض ذاته من الخارج أو أنه يقتضي الطاعة إنما كتعبير لحكمة الله ذاتها التي تنصاع لها الحرية البشرية".

 








All the contents on this site are copyrighted ©.