2010-05-28 14:41:03

مقتطف من الخطوط العريضة لسينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط حول مستقبل المسيحيين الشرقيين


نواصل نشر أهم ما جاء في الخطوط العريضة لسينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط المرتقب في أكتوبر تشرين الأول القادم في الفاتيكان، ونقتطف منها ما يتعلق بمستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط ورجائهم:

 

أ - أي مستقبل لمسيحيي الشرق الأوسط ؟

87- إن الوضع الحالي، المتصف بالحضور المحدود، هو ثمرة التاريخ. ولكننا نستطيع أيضا بتصرفنا أن نحسّن حاضرنا وكذلك المستقبل. فمن جهة، تشكل السياسات العالمية عنصرا سوف يؤثر على قرارنا بالبقاء في بلادنا أو بالهجرة منها. ومن جهة أخرى، فإن قبولنا لدعوتنا المسيحية في مجتمعاتنا ومن أجلها، ستكون عاملا رئيسا لحضورنا وشهادتنا في بلادنا. فهذا الأمر هو في الوقت نفسه مسألة سياسية ومسألة إيمان.

88 – هذا الإيمان في الوقت الحاضر، متردد وحائر. إذ إن مواقفنا تتأرجح بين الخوف واليأس، حتى عند بعض الرعاة أنفسهم. يجب أن يصبح هذا الإيمان أكثر نضجا وأكثر ثقة. يلزم أن نأخذ نحن أنفسنا مستقبلنا بين أيدينا. وهو مرهون بالطريقة التي سنعرف أن نتعامل فيها ونتحالف مع ذوي الإرادة الطيبة في مجتمعنا. فنحن بحاجة إلى إيمان ملتزم في حياة المجتمع، إيمان يذكر مسيحيي الشرق الأوسط بهذه الكلمة الحالية دائما: "لا تخف، أيها القطيع الصغير" ( لوقا 12: 32). فلديك رسالة، سوف تحملها وسوف تساعد كنيستك وبلدك على النمو والتطور في السلام والعدالة والمساواة بين جميع المواطنين.

 

 

 

ب - الرجاء

89 - إن الرجاء، الذي ولد في الأرض المقدسة، قد أنعش الشعوب والأشخاص المعذبين في العالم كله خلال ألفي سنة. ويظل هذا الرجاء وسط الصعوبات والتحديات نبعا لا ينضب للإيمان والمحبة والفرح، بغية إعداد شهود للمسيح القائم من بين الأموات والحاضر دائما وسط جماعة تلاميذه. يسندنا هذا الرجاء في جميع بلداننا بكلمة الرب يسوع: "لا تخف، أيها القطيع الصغير، فقد شاء أبوكم السماوي أن ينعم عليكم بالملكوت" (لوقا 12: 32).

90 - لكن الرجاء يعني، من جهة، أن نضع ثقتنا في الله وفي العناية الإلهية، الساهرة على مجرى تاريخ الشعوب كلها. ومن جهة أخرى، يعني أن نعمل مع الله، ونكون "جميعا عاملين مع الله" (1 كور 3: 9)، وأن نعمل قدر استطاعتنا للمساهمة في هذا التقدم المستمر. لذا يحتاج تعليمنا المسيحي لمزيد من الانفتاح، على مقياس حب الله للجميع، ليكون تعليما يجعل من المؤمنين، بنعمة الله، شركاء حقيقيين بكل جوانب حياة مجتمعنا العامة.

91 - إن تسليمنا للعناية الإلهية يعني أيضا من جهتنا مزيدا من الشركة بيننا، أي المزيد من التخلي عن وجهات نظرنا الأرضية، وتحررا أكبر من الأشواك التي تخنق كلمة الله (راجع مثل الزرع، متى 13/7 وما يوازيها)، وعمل النعمة فينا. وكما يوصي القديس بولس :"أحبوا بعضكم بعضا كإخوة، مفضلين بعضكم على بعض في الكرامة، غير متكاسلين في الاجتهاد، متقدين في الروح، عاملين للرب. كونوا فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة" (روم 12: 10 – 12). ويقول لنا السيد المسيح: " لو كان لكم إيمان بمقدار حبة من خردل، لقلتم لها الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولمَا عجزتم عن شيء" (متى 17/20، راجع متى 21/21).








All the contents on this site are copyrighted ©.