2010-05-27 17:06:44

مقتطفات من الخطوط العريضة لسينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط: العلاقة مع المسلمين


نواصل نشر أهم ما جاء في الخطوط العريضة لسينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط المرتقب في أكتوبر تشرين الأول القادم في الفاتيكان، ونقتطف منه ما يتعلق بالحوار مع المسلمين:

 

د - العلاقة مع المسلمين

68- يجب فهم العلاقة بين المسيحيين والمسلمين انطلاقا من مبدأين: فمن جهة، بصفتنا مواطنين في بلد واحد ووطن واحد، نشترك في نفس اللغة ونفس الثقافة، كما في نفس أفراح وأحزان بلادنا. ومن جهة أخرى، نحن مسيحيون في مجتمعاتنا ومن أجل مجتمعاتنا، شهود للمسيح والإنجيل. وأحيانا أو  كثيرا ما تكون العلاقات صعبة، بالأخصّ لأن المسلمين يخلطون غالبا بين الدين والسياسة، مما يضع المسيحيين في موقف حساس وكأنهم ليسوا بمواطنين.

69- في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، في 28/10/1965، أعلنت الكنيسة للعالم أجمع موقفها من الإسلام: "تنظر الكنيسة أيضا بتقدير إلى المسلمين، الذين يعبدون الله الأحد، الحي القيوم، الرحمن والكلي القدرة، خالق السماء والأرض، والذي تكلم إلى البشر". (15) (المجمع الفاتيكاني الثاني، 28/10/1965، المرسوم في العلاقة بين الأديان، 3).

70- علينا إذن أن نعمل، بروح المحبة والإخلاص، من أجل تثبيت المساواة الكاملة بين المواطنين على المستويات كافة: السياسية، والاقتصادية،  والاجتماعية، والثقافية، والدينية، وذلك طبقا لمعظم دساتير بلداننا. بهذا الإخلاص للوطن، وبهذه الروح المسيحية، نواجه الواقع المعاش، الذي قد يحمل صعابا يومية، بل أيضا بيانات وتهديدات من جانب بعض الحركات. إننا نعاين تصاعد الأصولية في بلاد كثيرة، كما نعاين أيضا استعداد عدد كبير من المسلمين لمقاومة هذا التطرف الديني المتنامي. 

71- بسبب هذا الوضع العام، ليست العلاقات بين المسيحيين والمسلمين دائما سهلة. ومن المؤكد أنه يجب عمل كل ما يمكن أن يسهم في تنقية وتهدئة الأوضاع، أيا كانت الصعوبات. وتنطلق المبادرة في أكثر الأاحيان من المسيحيين: يجب أن تكون متواصلة وثابتة. وهذه العلاقات (التي يمكن أن تتطور إلى حوار)، تساير جيدا التعاون الصادق، على مستوى أفراد وجماعات الديانتين. ومراكز الحوار بين المسيحيين والمسلمين، حيث توجد، هي مفيدة جدا، لاسيما في وقت الأزمات. وللمجلس البابوي للحوار الديني دور هام، بوصفه مؤسسة رسمية للكرسي الرسولي.

72- تقوم مدارسنا ومؤسساتنا بدور هام في تعميق هذه العلاقات. فهي مفتوحة للجميع، مسلمين ومسيحيين، وتمثل فرصة للتعارف المتبادل الأفضل، ولاستبعاد بعض الأحكام المسبَّقة، ولاكتساب أفكار أكثر  دقة عن مَن هو المسيحي وما هي المسيحية. كذلك فإن التربية على حقوق الإنسان وعلى حرية الضمير تشكل هي جزء من التنشئة الدينية والإنسانية العامة: وهى حيوية بالنسبة إلى مجتمعاتنا ويجب تنميتها.

73- إن التعارف المتبادل هو أساس كل حوار. لذلك فإن تقديم الإنجيل والمسيح بطريقة مبسطة، باللغة المحلية، يعتمد أساسا على العهد الجديد، وقريب إلى عقلية أبناء مجتمعاتنا، هو أمر واجب وملح، يلزم القيام به مع باقي المسيحيين في المنطقة. فهو سيعود بالفائدة على المسيحيين كما على المسلمين، على مستوى الحوار أم على مستوى الحياة اليومية.

74- يوجد الآن العديد من القنوات التلفزيونية المسيحية والإسلامية، باللغة العربية أو بلغات أخرى، تسمح لمن يريد التعرف على الآخر. ومن المحبذ أن يتم هنا تعاون بين جميع الكنائس. ومن الضروري المحافظة عل الموضوعية في تقديم المعلومات، واحترام الآخر في الحوار، حتى يمكن أن تتحقق حقا المشاركة في نعمة الإنجيل. 








All the contents on this site are copyrighted ©.