البابا في مقابلته العامة: السلطة الكهنوتية من المسيح

في مقابلته العامة اليوم الأربعاء في الفاتيكان، دعا البابا بندكتس الـ16 الكاثوليك أجمعين للصلاة من أجله لكي يحسن قيادة الكنيسة بحكمة ودراية ويرعى بمحبة جماعة المؤمنين كلها وحتى الخاطئين منهم، وأكد أن سلطة الكهنة والأساقفة والبابا أيضا ليست سلطة أوتوقراطية ولكنها تأتي من المسيح وتتحول إلى رسالة خدمة لله، موضحا أن البابا لا يفعل شيئا من عنده لأنه مؤتمن على الطاعة للمسيح وكلامه الحي.

تحدث البابا في مقابلته العامة عن الكاهن وممارسته سلطة القيادة والرعاية، فقال إن السلطة بالنسبة للمسيحيين هي انعكاس الخير الأوحد والأسمى الذي هو الله، لافتا إلى أن رعاية قطيع الرب حسب القديس أغسطينس يجب أن تكون خدمة محبة وهي الشريعة السامية لكل خادم لله أي الكاهن.

ولكي يكون الكاهن راعيا حسب رغبة قلب الله، أضاف البابا، يتطلب لقاء شخصيا وثابتا مع الرب ومعرفة عميقة لشخصه ومطابقة تامة لمشيئته. مشيرا إلى أن طواعية القطيع للراعي مرهونة بطواعية الكاهن للمسيح.

شدد البابا على أن السلطة خدمة يعيشها الكاهن في الكنيسة عبر عطائه الكامل في سبيل تقديس القطيع، ولكي يتمم الكاهن واجبه هذا، عليه أن يستمد قواه من المسيح وحده المثال الحقيقي لتواضع خدمة المحبة التي تجلت في غسل المسيح أرجل تلاميذه وفي ملكيته الظاهرة على الصليب.

وخاطب البابا الكهنة قائلا لهم إن الحكم أو القيادة هو تكوين المسيح في قلوب المسيحيين، ودعاهم لعدم الخوف من قيادة القطيع الموكل إلى رعايتهم بصفتهم قدوة للجميع وتوجيهه نحو المسيح. كما حثهم بروح أبوية إلى الاحتفال بختام السنة الكهنوتية التي ستجري في 11 من حزيران يونيو المقبل في الفاتيكان.

هذا وحيا البابا باللغة الفرنسية بعثة كندية للحوار الإسلامي المسيحي شاركت في المقابلة العامة ويتقدمها المطران جوزف الخوري أسقف الطائفة المارونية في كندا.

واليوم في تذكار القديس فيليب نيري المولود في روما، والذي اتصف بمرحه الطيب وغيرته على خدمته الرعوية للشبيبة من خلال مراكز "أوراتوار" تجمعهم وتنشئهم، دعا الشباب للتطلع صوب هذا القديس للتعلم منه كيفية عيش البساطة الإنجيلية، وحض جميع المرضى على مثال فيليب نيري أن يجعلوا من آلامهم وعذابهم تقدمة لله الآب السماوي بالاتحاد مع يسوع المصلوب.