2010-05-16 15:41:20

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وقال لهم يسوع: "كتب أن المسيح يتألم ويقوم من بين الأموات في اليوم الثالث، وتعلن باسمه التوبة وغفران الخطايا في جميع الأمم، ابتداء من أورشليم. وأنتم شهود على ذلك. وإني أرسل إليكم ما وعد به أبي. امكثوا أنتم في المدينة إلى أن تلبسوا قوة من العلى". ثم خرج بهم إلى القرب من بيت عنيا ورفع يديه فباركهم. وبينما هو يباركهم، انفصل عنهم ورفع إلى السماء. فسجدوا له ثم رجعوا إلى أورشليم وهم في فرح عظيم. وكانوا يلازمون الهيكل يسبحون الله. (لوقا 24/46-53)

 

قراءة من القديس كيرلس الإسكندري

 

فهم المسيح فكر تلاميذه بشأن أكل جسده، فأخذ على عاتقه أن يقودهم بأنواع شتى إلى فهم ما يجهلون. لمن الغباوة، قال لهم، أن تتشككوا من كلامي. إذا كنتم إلى الآن لم تؤمنوا، وقد أوضحت لكم مرات عديدة، أن جسدي ينفحكم بالحياة، فما قولكم عندما ترونه صاعدا إلى السماء؟ لا اكتفي بوعدي أن أصعد حتى إلى السماء عينها، لئلا ترددوا كلمتكم "كيف؟". سأحقق ذلك أمام عيونكم لأفحم كل مقاوم. فما قولكم بعد إذا رأيتم ابن البشر صاعدا إلى السماء؟ سيبدو إذ ذاك أن حماقتكم ليست شاملة، إذ كنم تظنون أن جسدي لا يستطيع منحَكم الحياة، فكيف يستطيع هو أن يصعد إلى السماء كالطير؟ إذا كان لا يستطيع أن يمنح الحياة لأنه لم يُعدّ لذلك، فكيف يسبح في الجو؟ وكيف يصعد إلى السماوات؟ لأن هذا هو أيضا غير ممكن للجسد. إذا كان يرتفع على الرغم من طبيعته، فمن يمنعه من أن يعطي الحياة، ولو لم يكن معدا لذلك؟ إن من يجعل من الجسد الترابي جسدا سماويا، يستطيع أيضا أن يجعل منه مصدر حياة، وإن يكن قابلا للفساد بمقتضى حالته".








All the contents on this site are copyrighted ©.