2010-05-13 15:10:20

البرتغال: عظة البابا في مزار فاطيما: الإيمان بالله يفتح الأفق أمام رجاء أكيد لا يخيب أبدا


في اليوم الثالث لزيارته الرسولية إلى البرتغال، ترأس البابا بندكتس الـ16 قداسا احتفاليا في ساحة مزار السيدة العذراء في فاطيما التي اكتظت بأكثر من 300 ألف مؤمن وحاج أتوا من أصقاع الأرض كلها. تتزامن احتفالات هذا اليوم والذكرى 93 لظهورات العذراء في فاطيما، الـ68 لتكريس العالم لقلب مريم الطاهر، وأخيرا الذكرى العاشرة لتطويب جاسينتا وفرنسيسكو مارتو على يد يوحنا بولس الثاني.

قال البابا في مستهل عظته إنه أتى فاطيما حاجا إلى المنزل الذي اختارته مريم لمخاطبتنا في أزمنتنا الحديثة، أتى للتمتع بحضور مريم وحمايتها الوالدية، جاء فاطيما إلى حيث تنحو الكنيسة الحاجّة التي شاء ابنها أن تكون أداة تبشير وسر خلاص، أتى للصلاة فيها مع مريم وحجاج عديدين على نية البشرية المثخنة بجراح المآسي والآلام.

ويحج البابا أخيرا إلى فاطيما بالشعور نفسه الذي خالج الطوباويَين الطوباويالين جاسينتا وفرنسيسكو وخادمة الله لوسيا، ليوكل السيدة العذراء الإقرار الدفين بمحبة الكنيسة والكهنة ليسوع المسيح، ويكرس لرعاية مريم الوالدية كل الكهنة والمكرسين والمكرسات والمرسلين وجميع فاعلي الخير، مشددا على أن الرب هو رجاؤنا الأكبر وهو معنا بمحبته ورأفته ويعد مستقبلا لشعبه.

في فاطيما، قال البابا، تجد الأم العذراء بنت الناصرة نفسها مغبوطة وسط شعب مؤمن فتعده بفرح الأمومة الإلهية "لأن رحمة الرب من جيل إلى جيل للذين يتقونه" (لوقا 1/50). وبعد سبع سنوات وفي هذا المكان المبارك، سيحتفل المؤمنون بالمئوية الأولى لزيارة السيدة العذراء الآتية من السماء والتي صيرت الرعاة الثلاث الصغار مغرمين بالله على حد قول جاسينتا: "أحب أن أقول ليسوع إني أحبه!".

أكد البابا أن الرجاء البشري يرتكز إلى أساس حقيقي ويتكئ على حدث تم في التاريخ وفي الوقت عينه يتخطاه: إنه يسوع الناصرة. وسأل من يسهر في ليل الشك والضياع بقلب مصلٍ؟ ومن ينتظر فجر يوم جديد ومصباحه مضاء بشعلة الإيمان؟ فقال إن الإيمان بالله يفتح الأفق أمام رجاء أكيد لا يخيب أبدا، ويدل على أساس متين الذي عليه نبني حياتنا الشخصية من دون خوف، ويتطلب تخليا واثقا وارتماء في يدي المحبة التي تحمل العالم.

موهوم من يفكر بأن رسالة فاطيما النبوية قد انتهت، تابع البابا، مشيرا إلى أن الإنسان استطاع خلق دائرة الموت والرعب ولا يقدر على إيقافها. وأضاف أن الأم السماوية المباركة نزلت من السماء وقدمت ذاتها زرعا طيبا في قلب من يثقون بحب الله المتأجج في قلبها، وسارت مع العائلة البشرية المستعدة كي تضحي بربطها المقدسة على مذبح أنانيات الأمة والعرق والأيديولوجية والفريق والفرد.

وأمل في الختام أن تعمل الأعوام السبعة التي تفصل عن الاحتفال بمئوية ظهورات العذراء في فاطيما على دفع عجلة انتصار قلب مريم الطاهر لمجد الثالوث الأقدس.








All the contents on this site are copyrighted ©.