في كلمته قبل صلاة افرحي يا ملكة السماء البابا يدعو لمرافقته بالصلاة خلال زيارته البرتغال. لنتضرع لمريم العذراء من أجل الكنيسة والسلام في العالم

أطل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة افرحي يا ملكة السماء مع وفود من المؤمنين والحجاج غصّت بهم ساحة القديس بطرس. استهل الأب الأقدس كلمته بالقول إن أيار مايو شهر محبّب لأوجه مختلفة؛ فالربيع يتحرك بأزهار متعددة الألوان والمناخ ملائم للنزهات والرحلات، أما بالنسبة لليتورجية فشهر أيار يتعلّق دوما بزمن الفصح، إعلان سر المسيح في ضوء القيامة والإيمان الفصحي، وهو زمن انتظار الروح القدس الذي نزل بقوة على الكنيسة الناشئة في العنصرة...

كما وذكّر الحبر الأعظم بتكريس الكنيسة شهر أيار مايو لمريم العذراء، أجمل زهرة تفتحت في الخليقة، "الوردة" التي ظهرت في ملئ الزمان عندما وبإرسال ابنه، وهب الله العالم ربيعا جديدا، وهي في الوقت نفسه رائدة متواضعة لأولى خطوات الجماعة المسيحية: فمريم هي قلبها الروحي لأن حضورها وسط التلاميذ ذكرى حيّة للرب يسوع... وأضاف البابا أن إنجيل هذا الأحد حسب القديس يوحنا، يقدّم لنا رسما روحيا للعذراء مريم حيث يقول يسوع "إذا أحبني أحد، حفظ كلامي فأحبه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مقاما". إن هذه الكلمات موجّهة للتلاميذ لكنها تنطبق على تلك التي هي أول تلميذة ليسوع. فمريم كانت أول من تأمل وحفظ كلمة ابنها مظهرة حبّها له لا كأم وحسب إنما كأمة متواضعة ومطيعة، وأشار البابا إلى أن مريم تأملت في قلبها، هيكل الروح، كل ما قاله ابنها وفعله وأصبحت أم يسوع أمًا ومثالا للكنيسة....

وتابع بندكتس السادس عشر كلمته قائلا: خلال هذا الشهر المريمي سأُسر الأيام القادمة بزيارة البرتغال، وسأزور لشبونة العاصمة وبورتو، ثاني مدن البلاد وستكون فاطمة الهدف الرئيس لزيارتي في الذكرى العاشرة لتطويب جاسينتا وفرانشيسكو. للمرة الأولى كخليفة بطرس سأزور هذا المزار المريمي العزيز على قلب يوحنا بولس الثاني وأدعو الجميع لمرافقتي في زيارة الحج هذه، عبر المشاركة في الصلاة: فلنتضرع لمريم العذراء بقلب واحد ونفس واحد من أجل الكنيسة، لاسيما الكهنة، ومن أجل السلام في العالم.

بعد صلاة افرحي يا ملكة السماء وجه الأب الأقدس تحية بالبرتغالية للشعب البرازيلي لمناسبة انعقاد المؤتمر الافخارستي الوطني السادس عشر من 13 وحتى 16 من الجاري بمشاركة موفده الخاص الكردينال كلاوديو هومس وستتمحور الأعمال حول كلمات تلميذي عماوس "أمكث معنا يا رب"، وقال البابا إن هذه الكلمات تعبر عن رغبة تنبض في قلب كل كائن بشري... كما وتطرق بندكتس السادس عشر للسنة الكهنوتية داعيا جميع الكهنة لروحانية افخارستية عميقة على مثال خوري آرس.