2010-04-18 18:46:46

البابا يلتقي الشباب في مرفأ العاصمة فاليتا بمالطا


بعد تناوله طعام الغداء إلى مائدة السفير البابوي في رباط بمالطا مع الوفد المرافق وأساقفة البلاد، غادر البابا بندكتس الـ16 مقر السفارة متوجها إلى مرفأ كالكارا القريب واستقل سفينة نقلته إلى مرفأ العاصمة فاليتا حيث التقى أعدادا غفيرة من الشباب الذين كانوا بانتظاره، وسط الهتافات والتصفيق والترانيم والأناشيد.

في بداية اللقاء مع الشباب، رحب أسقف غوزو المطران ماريو غريك بوجود البابا بينهم وتليت قراءات من الكتاب المقدس وأنشدت بعض التراتيل. بعدها تحدث البابا في كلمة إلى الشبيبة عن خبرة القديس بولس التي غيرت مجرى حياته للأبد، حينما كان مسافرا إلى دمشق بهدف القضاء على كل مسيحي يصادفه، إذ أصبح تلميذا للمسيح ورسولا عظيما ومبشرا.

يتساءل البعض من الشباب عن تشدد بولس في رسائله وكتاباته وهل هو حقا من نشر رسالة المحبة والبشرى السارة؟ فأجاب البابا أن الله يحب كل واحد منا محبة جمة لا يمكن تخيلها، ويعرفنا حق المعرفة ويعلم قدراتنا وأخطاءنا، لأنه يريد تنقيتنا من كل شائبة لنكون كاملين كما قدوس.

لا تخافوا! قال البابا للشباب ولكل من أراد أن يتبع المسيح كأزواج أو والدين أو كهنة ورهبان أم مؤمنين علمانيين: لا تخافوا! وأضاف أن الثقافة المعاصرة مثل أية ثقافة، تنشر أفكارا وقيما تعاكس بعض الأحيان تلك التي عاشها وعلمها الرب يسوع المسيح؛ وتقدم غالبا بقدرة مقنعة جدا، تدعمها وسائل الإعلام وفرق معادية للإيمان المسيحي.

وسلط البابا الضوء على أن سكان مالطا يعيشون في مجتمع مطبوع بالإيمان والقيم المسيحية، فأشاد بدفاع بلدهم عن الطفل الذي لم يولد بعد وتعزيز استقرار العائلة عبر رفض الإجهاض والطلاق، وحضهم على المحافظة على الشهادة لقدسية الحياة ومحورية الزواج والحياة الأسرية لأجل مجتمع سليم. ولفت إلى أن القيم الإنجيلية في مفهوم المجتمع الأوروبي، تكاد تكون مرة أخرى ثقافة مضادة، مثلما كانت تماما أيام القديس بولس الرسول.

ذكر البابا بضرورة رعاية الشباب والمسنين والمرضى، ولكنه شدد على أن المسيحي مدعو ليحمل رسالة المسيح الخلاصية إلى الناس أجمعين، لأن الله يحب كل شخص في هذا العالم في كل حقبة وزمن وتاريخ.

وفي الختام، دعا البابا المسيحيين في مالطا لإظهار محبة الله في كل شيء: إعانة الفقير والضعيف والمهمش، العناية الخاصة بالمتضايقين الذي يعانون الانهيار والقلق، الاعتناء بالمعوق واحترام كرامته، الاهتمام باحتياجات المهاجرين والبحثين عن ملجأ في جزيرة مالطا، وأخيرا المصافحة الصادقة مع غير المؤمنين وآخرين أيضا. هذه هي الدعوة النبيلة إلى المحبة والخدمة التي نالها المسيحيون كلهم. لا تخافوا أن تكونوا أصدقاء صادقين للمسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.