2010-04-01 14:03:20

محطة تأملية في الخميس المقدس وعشاء الرب


قبل عيد الفصح، كان يسوع يعلم بأن قد أتت ساعة انتقاله عن هذا العالم إلى أبيه، وكان قد أحب خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده. وفي أثناء العشاء، وقد ألقى إبليس في قلب يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يسلمه، وكان يسوع يعلم أن الآب جعل في يديه كل شيء، وأنه جاء من لدن الله، وإلى الله يمضي، فقام عن العشاء فخلع ثيابه وأخذ منديلا فائتزر به، ثم صب ماء في مَطهَرة وأخذ يغسل أقدام التلاميذ ويمسحها بالمنديل الذي ائتزر به. فجاء إلى سمعان بطرس فقال له: "أأنت، يا رب، تغسل قدميَّ؟" فأجابه يسوع: "ما أنا فاعل، أنت لا تعرفه الآن، ولكنك ستدركه بعد حين". قال له بطرس: "لن تغسل قدميَّ أبدا". أجابه يسوع: "إذا لم أغسلك فلا نصيب لك معي". فقال له بطرس: "لا قدميَّ فقط بل يديَّ ورأسي أيضا". فقال له يسوع: من استحم لا يحتاج إلى غُسل، بل هو كله طاهر. وأنتم أيضا أطهار، ولكن لا جميعكم". فقد كان يعرف من سيسلمه، ولذلك قال: لستم جميعكم أطهارا. فلما غسل أقدامهم لبس ثيابه وعاد إلى المائدة فقال لهم: "أتفهمون ما صنعتُ إليكم؟".

(يوحنا 13/1-12)

 

قراءة من أوريجانُس الإسكندري (+254)

 

أخذ إبراهيم حطب المحرقة وجعله على إسحق ابنه وأخذ بيده النار والسكين، وذهبا معا. إن إسحق يحمل حطب الذبيحة، هو رسم للمسيح الذي حمل صليبه بنفسه. وبما أن حملَ حطب المحرقة يعود إلى الكاهن فإن المسيح هو في الوقت عينه الذبيحة والكاهن.

يسأل إسحق أباه عن الحاضر فيجيبه عن المستقبل متنبئا: وقد أرسل الله الحمل بشخص المسيح! إذ "إن الحكمة قد بنتْ لها بيتا" وهو "اتضع حتى الموت". وقد صنع المسيح كل هذا باختياره وحريته.

إن إسحق يمثل المسيح وإن الحمل صورة له. المسيح هو كلمة الله، إنما الكمةُ صار جسدا، يتألم إنما في الجسد؛ يموت إنما يموت في جسده، والحمل كان صورة الجسد. أما كلمة الله أي المسيح بالروح، وقد مثّله إسحق فبقي من دون فساد. إنه بحسب الروح الذبيحة والكاهن، لأن الذي يقدم ذاته ذبيحة لأبيه بحسب الجسد، إنما يقدَّمُ على مذبح الصليب. عنه كتب: "هذا حمل الله الرافع خطايا العالم" وأيضا: "أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق".








All the contents on this site are copyrighted ©.