موافقة البابا على وضع تمثال القديس مارون في حائط البازيليك الفاتيكانية

في مؤتمر صحافي عقد الأربعاء الفائت في المركز الكاثوليكي للإعلام  في جل الديب بلبنان، أعلن راعي أبرشية البترون المارونية رئيس اللجنة البطريركية لاحتفالات يوبيل مار مارون المطران بولس إميل سعادة عن موافقة البابا بندكتس السادس عشر على إقامة تمثال للقديس مارون على حائط بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

لفت المطران رولان أبو جودة في مداخلته إلى إن هناك شروطا محدودة، لا بل قاسية ينبغي أن تتوافر في القديس لكي يسمح بوضع تمثال له في بازيليك القديس بطرس، خصوصا أن المكان المذكور هو الوحيد المتبقي. وأشار إلى أن مار مارون هو ربما القديس الوحيد الذي أعطى اسمه للجماعة المؤمنة التي تبعته، وهم الموارنة، وكان امّة في رجل، إذ إنه أسس هذه الأمة وهذا الشعب الذي رغم نقائصه وهفواته يبقى مفخرة للكنيسة والتاريخ.

وفي هذا السياق، كتب المحامي والكاتب اللبناني شادي خليل أبو عيسى مقالة عنوانها "الحضور الماروني، فلنحافظ عليه" فقال: "عُرف الموارنة منذ القدم بالعمل الإبداعي والقيمي، وبنشاطاتهم وأعمالهم وكتاباتهم اللاهوتية والإنسانية والعلمية والأدبية على الصعد كافة وفي مختلف المراحل. واستطاعوا توضيح مفهوم الحياة وربطها بالخالق نظريا وتطبيقيا، رغم الصعاب والاضطهادات كافة. وتوجوا مسيرتهم بالانفتاح والعقل الناقد والبساطة والشدة الضرورية التي لا غنى عنها لتطبيق الأعمال والإصلاحات.

كما سعوا من خلال مساهمات متعددة، إلى تلخيص وتقريب وجهات النظر الأساسية وصياغة الكلمة الموضوعية بلغة مفهومة. وقد صبغت طريقة حياتهم النسكية بدماء الشهداء حفاظا على تعاليم الرب وإيمانا بالوطن المقدس.

يجسد الموارنة العبور الحقيقي القائم على الحياة والعمل والصلاة والتقدم والتعاون والتحاور من خلال دخولهم في مختلف المجالات وتطويرهم للمفهوم الإيماني المتجرد. وقد أسهموا في بناء جسور التفاهم بين الكنيسة والمجتمع وفي ترتيب المسار الكنسي مبدئيا بخصوصية فريدة وعمل متفان.

ولا تكمن أهمية الفكر الماورني بشكل أساسي في مساهمته النظرية والعملية في تطوير اللاهوت ونشر مبادىء التنسك والترهب فحسب، بل تتخطاه عبر تأثيرهم العميق في الكنيسة الرومانية وعلاقاتهم بالكرسي الرسولي، فشكلوا ظاهرة رائدة في قلب التاريخ الكنسي والاجتماعي والثقافي. وتكريما لدور الموارنة الريادي، وافق قداسة البابا بندكتس السادس عشر على إقامة تمثال للقديس مارون على حائط بازيليك القديس بطرس في روما، عربون وفاء وتقدير ومحبة لهم ولحضورهم الذي يغني الكنيسة والمجتمع".