صلاة التبشير الملائكي: البابا يدعو إلى عدم الحكم على القريب

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص لتلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذين توافدوا بالآلاف من مختلف أنحاء العالم إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا لقد وصلنا إلى الأحد الخامس من فترة الصوم. جاء في إنجيل يوحنا أن يسوع في ما كان يعلّم في الهيكل أحضر له الكتبة والفريسيون امرأة أُخذت بزنى وقالوا له أمرنا الناموس برجمها وأنت ماذا تقول؟ قالوا ذلك ليُجرّبوه فيكون لهم ما يتّهمونه به. هذا المشهد مشحون بالمعاني المأسوية فحياة تلك المرأة تتعلق بكلمات يسوع الذي يعرف ما يحتوي عليه قلب كل إنسان. يسوع يريد عقاب الخطيئة وفي الوقت نفسه خلاص تلك المرأة. يقول يوحنا ولأنهم ظلوا يسألونه انحنى يسوع وأخذ يخطّ على الأرض بإصبعه. يرى القديس أغسطينوس أن هذه المبادرة تعكس كون يسوع المشرّع الإلهي، إنه العدل. ولكن ما هو حكمه؟ مَن منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر. كلمات مشحونة بقوة الحقيقة التي تُسقط جدار الرياء وتنير الضمائر نحو عدالة أعظم أي المحبة. وعندما خرجوا الواحد تلو الآخر وتركوا المرأة في الوسط اعتدل يسوع وقال للمرأة أين هم؟ ألم يحكم عليكِ أحد؟ أما هي فقالت لا أحد يا سيدي. فقال لها يسوع ولا أنا أحكم عليكِ. إذهبي ومن الآن لا تعودي إلى الخطيئة. إن الله يريد لنا الخير والحياة فقط. إنه يرشدنا ويحررنا من الخطيئة عبر سر المصالحة كي لا يخسر أحد نفسه وكي تكون لنا إمكانية الارتداد. أضاف البابا يقول في هذه السنة الكهنوتية أحث الرعاة على أن يحذو حذو خوري أرس في سر المسامحة كي يكتشف المؤمنون معناه وجماله. أيها الأصدقاء فلنتعلّم من الرب يسوع ألا نحكم على القريب. فلنتعلّم أن نقاوم الخطيئة ونكون متسامحين مع الآخرين بعون أم الله القديسة. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي وأضاف يقول يوم الأحد القادم، أحد الشعانين، تصادف الذكرى الخامسة والعشرون لنشأة الأيام العالمية للشبيبة التي شاءها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني. ولهذا أنتظر يوم الخميس القادم بدءا من الساعة السابعة مساء وصول أعداد كبيرة من الشباب والشابات من روما وإقليم لاتسيو إلى ساحة القديس بطرس في لقاء خاص. بعدها وجه البابا تحيات بلغات عديدة منها الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبولندية. ووجه تحية خاصة إلى فريق من الصغار من إحدى المؤسسات الخيرية برفقة الراهبات.