2010-03-20 15:16:07

تقديم رسالة البابا إلى أبناء الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا


عُقد مؤتمر صحفي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي صباح السبت تم خلاله تقديم رسالة البابا بندكتس السادس عشر إلى أبناء الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا على أثر فضائح التعديات الجنسية التي مورست على يد بعض الكهنة الكاثوليك. أعرب الحبر الأعظم في الرسالة عن خجل الكنيسة وأسفها العميق إزاء هذه الانتهاكات الجنسية التي تعرض لها القاصرون وسطر ضرورة انطلاق مرحلة جديدة من الشفاء والتجدد.

قال البابا إنه يأسف بشدة إزاء الآلام الكبيرة التي تعرض لها ضحايا هذه الممارسات مبديا استعداده للقاء الضحايا وعائلاتهم. أكد قداسته أنه منذ اعتلائه السدة البطرسية التقى في مناسبات عدة أشخاصا ذهبوا ضحية الاعتداءات الجنسية، مشيرا إلى أنه مستعد للقاء ضحايا هذه الانتهاكات في أيرلندا. أضاف البابا: لقد التقيتُ هؤلاء الأشخاص وأصغيت إليهم واطلعت على حجم الآلام والمآسي التي عانوا ويعانون منها.

هذا ثم ذكر البابا بلقائه أساقفة أيرلندا الكاثوليك خلال زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية عام 2006 وقال إنه حثهم في تلك المناسبة على البحث عن الحقيقة لتسليط الضوء على ما حصل في الماضي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار هذه الانتهاكات الخطيرة في المستقبل. كما شدد بندكتس السادس عشر على ضرورة تطبيق العدالة وإحاطة ضحايا التعديات الجنسية بالرعاية اللازمة.

وفي رسالته إلى أبناء الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا التي ستُقرأ على المؤمنين في جميع رعايا البلاد، يوم غد الأحد أكد بندكتس السادس عشر أن أعضاء الإكليروس الذين اعتدوا جنسيا على القاصرين لن يحاسبوا على فعلتهم أمام الله فقط إنما يجب أن يمثلوا أمام القضاء. وأكد أن هؤلاء الكهنة خانوا ثقة الفتيان الموكلين إلى رعايتهم وعائلاتهم وألحقوا الخجل والعار بأخوتهم الكهنة، لافتا إلى أن هذه الممارسات المشينة أساءت أيضا إلى صورة الكنيسة وبدّلت نظرة الرأي العام إلى الحياة الكهنوتية والمكرسة. وحث البابا الكهنة المورطين في تلك الفضائح على إجراء فحص ضمير وتحمّل مسؤولية الأخطاء والخطايا التي ارتكبوها، مؤكدا أن التوبة الحقيقية والصادقة تفتح الباب أمام الغفران الذي يمنحه الله للخاطئ.

وأعلن الحبر الأعظم أيضا عن فتح تحقيقات في العديد من الأبرشيات الأيرلندية والمعاهد الإكليريكية والجمعيات الرهبانية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيساعد الكنيسة المحلية على السير في درب التجدد. وندد الأب الأقدس أيضا بمواقف العديد من الأساقفة الأيرلنديين المتهمين بتغطية مئات الحوادث المماثلة التي ارتُكبت على مدى عقود.

وحث البابا الكاثوليك الأيرلنديين على مواجهة مشكلة التحرش الجنسي بالقاصرين بشجاعة وحزم، مؤكدا أن تضميد الجراح يتطلب وقتا طويلا وأن مشكلة كهذه لا تُحل بسرعة. وأشار إلى أن خطوات إيجابية كثيرة اتُخذت لمعالجة الآفة لكن ينبغي بذل المزيد من الجهود، مسطرا العمل الدؤوب الذي قامت به الكنيسة من أجل التصدي لهذه المشكلة وإيجاد حلول ناجعة لها.

وبعد تقديم رسالة البابا إلى أبناء الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا، صرح الأب فدريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي وفي رد على أسئلة الصحفيين (صرح) بأن الحبر الأعظم سيتطرق إلى فضائح التعديات الجنسية التي حصلت في ألمانيا في الوقت الذي يرتئيه ملائما. قال لومباردي إن البابا تناول هذه المسألة خلال تواجده في الولايات المتحدة وأستراليا، واليوم يوجه رسالة إلى الأيرلنديين .. الأب الأقدس لم ينسَ بالطبع هذه المشكلة لكنه سيتطرق إلى هذا الموضوع في الوقت الملائم.

على أثر نشر رسالة البابا إلى أبناء الكنيسة الأيرلندية قال الكاردينال شون برادي، كبير الأساقفة الأيرلنديين: إنه يوم تاريخي بالنسبة إلى الكاثوليك الأيرلنديين، معربا عن امتنانه الكبير لقداسة البابا الذي يحثنا اليوم على مواجهة تحديات المستقبل بشجاعة وحزم ويدعونا إلى وضع ثقتنا بالكنيسة الأيرلندية التي ستُبصر النور من جديد بعد مسيرة من التجدد الروحي.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.