2010-03-15 15:21:52

رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي 25 للشبيبة تحت عنوان "أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" (مر 10/17)


في الذكرى السنوية 25 لإنشاء اليوم العالمي للشباب برغبة من الراحل البابا يوحنا بولس الثاني، أصدر البابا بندكتس الـ16 رسالة لهذه المناسبة استقى عنوانها من إنجيل القديس مرقس 10/17: "أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" وتشكل تمهيدا للقاء العالمي للشبيبة المرتقب في أغسطس آب 2011 في مدينة مدريد الإسبانية.

تنقسم رسالة البابا إلى سبعة عناوين تنطلق من محطات لقاء يسوع بالشاب الغني كما ورد في الإنجيل بحسب القديس مرقس. ففي القسم الأول يسلط البابا الضوء على اهتمام يسوع بالشباب وبانتظاراتهم وآمالهم وحرصه على فتح حوار شخصي وصادق مع كل واحد منهم.

فنظر يسوع إليه وأحبه، عنوان القسم الثاني، حيث يقول البابا إن في نظرة الرب يكمن اللقاء المميز والخبرة المسيحية برمتها، وشدد على أن المسيحية ليست في البداية أدبيات أم أخلاقيات بل هي اختبار يسوع المسيح، وفي محبته يجد الإنسان نبع حياته المسيحية كلها ومبرر التبشير الأساسي.

سطر الحبر الأعظم في القسم الثالث موضوع اكتشاف مشروع حياة عند كل شاب وشابة، فقال إن فصل الحياة الذي يعيشونه هو زمن اكتشاف لعطايا الله ولمسؤولياتهم. ودعا الشبيبة لعدم الخوف من مواجهة أسئلة شائكة وظروف صعبة، وحثهم على الإصغاء الهادئ لصوت الله الذي رسم مخطط حب لكل واحد منهم.

تعال واتبعني، عنوان القسم الرابع من الرسالة، ويشدد فيه البابا على الدعوة المسيحية النابعة من عرض حب الرب يسوع ولا تتحقق إلا بجواب حب متبادل. فحض الشباب على قبول دعوة السير معه، ولن يكون الجواب متأخرا أبدا، وشجعهم على عدم الخوف إذا ما دعاهم الرب لاعتناق الحياة الرهبانية، الديرية والرسولية أم أي نوع من التكريس.

وجوابا على سؤال الشاب الغني الذي طرحه على يسوع: ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟، أشار البابا في القسم الخامس ضرورة توجيه الشباب أنظارهم صوب الحياة الأبدية، بحسب وعد المسيح: "ولكني سأعود فأراكم فتفرح قلوبكم وما من أحد يسلبكم هذا الفرح" (يو 16/22)، ودعاهم إلى عدم نسيان هذه المنظار في مشروع حياتهم وهو أنهم مدعوون للحياة الخالدة.

الوصايا هي طريق الحب الأصيل كما عنون البابا القسم السادس من الرسالة، فقال لذا يسأل يسوع الشباب: هل تعرفون الوصايا وهل تهتمون بتنشئة ضمائركم حسب الشريعة الإلهية وتطبيقها؟ وشدد على أن تلك الأسئلة تسير عكس تيار الذهنية السائدة اليوم التي تعرض حرية منفلتة من قيود القيم والقواعد والقوانين الوضعية، ولكن الله يقدم الوصايا لأنه يريد تنشئتنا على الحرية الحقة.

وعلى الرغم من مشاكل عديدة ناتجة عن البطالة والنقص في مرجعية المثل الثابتة والخطط الملموسة للمستقبل، شجع الأب الأقدس الشباب في القسم السابع والأخير من رسالته على ألا يتخلوا أو يتنازلوا عن أحلامهم وطموحاتهم، ويعززوا في قلوبهم شوقا كبيرا إلى الأخوة والعدالة والسلام، فالغد ملكهم إذا ما عرفوا التفتيش عن الرجاء الأكيد الموجود في قلوبهم.

وإزاء التحديات الكبرى الراهنة التي عددها في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة" مثل استغلال موارد الأرض، احترام الإيكولوجيا، محاربة الفقر في العالم وغيرها، دعا البابا الشباب لمواجهتها عبر جوابهم الصادق على دعوة الرب من أجل بناء عالم أكثر عدلا وأخوّة، وهذا يتطلب مشروع حياة واضح وملتزم ومشوق، يضعون فيه ثرواتهم بحسب مخطط لله لكل منهم، ويضطلعون بمسؤولية تشييد حضارة المحبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.