2010-03-14 14:52:27

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يدعو للتجدد بمحبة الآب الرحيمة


أطل الأب الأقدس ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصّت بهم ساحة القديس بطرس، وتمحورت كلمته حول مثل الابن الضال حسب إنجيل لوقا البشير وقال إن هذه الصفحة الإنجيلية تشكل ذروة للروحانية، متوقفا عند رحمة الله الآب، وأضاف البابا أن هذا الإنجيل لا ينفك يحرّك مشاعرنا، وكل مرة نصغي إليه أو نقرأه يقترح علينا دوما معان جديدة، مشيرا إلى أن هذا النص الإنجيلي يحدثنا عن الله ويعرّفنا على وجهه وقلبه. فبعد أن حدّثنا يسوع عن الآب الرحيم، لم تعد الأمور كما كانت عليه سابقا، إذ نعرف الآن الله أبانا الذي وبدافع الحب، خلقنا أحرارا، وهو الذي يتألم إذا تهنا ويفرح بعودتنا، ولهذا ـ أضاف بندكتس السادس عشر ـ فإن العلاقة معه تُبنى عبر قصة على غرار ما يحصل لكل ابن مع أهله: ففي البداية يعتمد عليهم ليطالب بعدها باستقلاليته وفي النهاية؛ وإذا كان هناك من نمو إيجابي، يتم بلوغ علاقة ناضجة مرتكزة للامتنان والمحبة الحقيقية.

تابع الأب الأقدس كلمته مشيرا لمسيرة الإنسان في علاقته مع الله، وقال: قد تكون هناك مرحلة مشابهة للطفولة: ديانة تحرّكها الحاجة والتبعية، وما إن ينمو الإنسان حتى يبغي التخلص من هذا الخضوع ليصبح حرا، بالغا وقادرا على التصرف لوحده واتخاذ خياراته باستقلالية مفكّرا أيضا بقدرته على عدم الاعتماد على الله. وأضاف البابا أن هذه المرحلة دقيقة وقد تقود للإلحادية لكن ذلك أيضا يخبّئ حاجة اكتشاف وجه الله الحقيقي. ولحسن الحظ، يبقى الله أمينا حتى وإن ابتعدنا وتهنا، فهو يتابعنا بمحبته، غافرا أخطاءنا ومتحدثا لضميرنا لنعود إليه. وفي هذا المثل، يتصرف الابنان بشكل متناقض: يرحل الأصغر ويسقط باستمرار فيما يبقى الأكبر في البيت لكن علاقته بأبيه ليست ناضجة؛ فبالفعل، وحين عاد أخوه لم يكن الأكبر سعيدا، بعكس الأب، لا بل غضب وأبى أن يدخل البيت. يمثل الابنان طريقتين غير ناضجتين في العلاقة مع الله: التمرد والطاعة الطفولية، ويتم تخطيهما عبر اختبار الرحمة. فباختبار المغفرة فقط والاعتراف بأننا محبوبون بمحبة مجانية أكبر بكثير من بؤسنا وعدالتنا أيضا، ندخل في علاقة بنوية وحرة مع الله. وختم البابا كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالدعوة للتجدد بمحبة الآب الرحيمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.