2010-02-26 15:20:47

بطريرك السريان الكاثوليك يوجه رسالة لرئيس وزراء العراق حول أحداث الموصل


إلى سيادة الدكتور نوري المالكي، رئيس وزراء العراق الأكرم،

تحية صادقة وبعد،

 

كنا سعدنا بملاقاتكم مع وفد من أساقفتنا في الشهر العاشر من العام المنصرم في بغداد، وقد تبادلنا الحديث حول شجون العراق الجريح حاضراً وآماله مستقبلاً. كما تطرقنا إلى وضع أهلنا المسيحيين في ربوعه عامةـ وفي مدينة الموصل خاصة حيث وضعهم يزداد مأساوية. وقد أكدتم لنا آنذاك اهتمامكم الشديد بهذا الموضوع الإنساني، وأنكم بذلتم وستبذلون مساعي نشطة وحكيمة، لإعادة الأمن والاستقرار في تلك المدينة. نكتب إليكم الآن، وقلوبنا تدمى من الأخبار المفجعة، التي تأتينا كل يوم من الموصل بالذات حيث ازداد استهداف المسيحيين من قبل مجرمين "مجهولين"!. إنهم يقتلون ويذبحون وينكل بهم، في الشوارع والمدارس وحتى في البيوت، لا لسبب سوى انتمائهم إلى ديانة تختلف عن الأكثرية القاطنة في تلك المدينة. والأنكى أن لا من سائل عن العدالة والحق، ولا من يعاقب المعتدين. صدقونا لقد طفح الكيل، ولا ضمير إنساني، وأنتم من يتحلى به في عراق اليوم، يرضى بهذا الانفلات الأمني في الموصل، حيث يستباح قتل الأبرياء العزّل دور رادع. ونستغرب حجج المسؤولين الحكوميين ولا نستخلص من عجزهم سوى التواطؤ في عملية تفريغ مدينة الموصل من المسيحيين القاطنين فيها منذ قرون، حتى إن حجارة أبنيتها تنضح بعرق أجدادهم. وإننا نرفع صوتنا متسائلين: إن عجزت القوى الأمنية الشريفة في العراق عن حماية البريء والضعيف من المواطنين، فلماذا، بالله، لا يعطى المستهدفون الأبرياء سلاحاً للمدافعة عن أنفسهم، عوض أن يذبحوا كالنعاج؟ إن ما يحدث في الموصل، لا أحد ولا سبب يبرره، لا الانتخابات، ولا الاحتلال، ولا التنازعات بين الأحزاب. لم يعرف عن المسيحيين العراقيين يوماً، أنهم طمعوا في حكم، ولا هم اعتدوا على أحد أو انتقموا من المعتدين. ألم يحن الوقت كي تقوم حكومتكم في "دولة القانون" بالضرب بيد من حديد، فتعاقب المجرمين والمتواطئين معهم في الموصل؟ وإننا نعترف لكم بأن الألم الذي يعصر قلوب المسيحيين داخل العراق، لا بدّ وأن يترجم إلى غضب خارجه، فتنطلق التظاهرات أمام السفارات العراقية، شاجبة الانفلات الأمني الذي يطال المسيحيين الأبرياء في الموصل. وإذ نثق بحكمتكم ونزاهتكم، نشكر مساعيكم الخيّرة، ودمتم بعونه تعالى سالمين.

أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي








All the contents on this site are copyrighted ©.