2010-02-21 14:10:46

البابا في صلاة التبشير الملائكي: زمن الصوم زمن تجدد روحي نتأهب من خلاله للاحتفال بفصح الرب


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر من ظهر الأحد حين أطلّ البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليحدّث المؤمنين الذين قصدوا ساحة القديس بطرس بالآلاف من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم ويتلو معهم صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: يوم الأربعاء الفائت ومع رتبة تبريك ورش الرماد بدأنا زمن الصوم الأربعيني، زمنَ تجدّد روحي نتأهب خلاله للاحتفال بفصح الرب. ولكن ماذا يعني دخول مسيرة الصوم؟ إنجيل هذا الأحد يعرض لنا هذا المعنى إذ يتحدث عن يسوع الذي سار به الروح إلى البريّة ليُجرَّب من الشيطان. يقول الإنجيلي لوقا إن يسوع بعد أن قبل العماد من يوحنا عاد من الأردن ممتلئا من الروح القدس فسار به الروح إلى البرية أربعين يوما ليُجرَّب من الشيطان (لو 4 ـ 1، 2). واضح أن الإصرار على أن التجربة لم تكن حدثا عرضيا إنما نتيجة لخيار يسوع بإتباع الرسالة التي أوكله إياها الآب أي أن يعيش بعمق واقعه كابن محبوب. لقد جاء المسيح إلى العالم ليخلّصنا من الخطيئة ومن سحر تخطيط حياتنا بعيدا عن الله. فعل هذا محاربا الشيطان حتى الموت على الصليب. إن هذا المثال يصلح للجميع إذ إن العالم يتحسّن بدءا من تغيير الأمور غير الصالحة في حياتنا بنعمة الله. أولى تجارب الشيطان الثلاث تتأتى من الجوع أي من الحاجة المادية:"إنْ كنتَ ابنَ الله فقلْ لهذا الحجر أن يصير خبزا". لكنّ يسوع يُجيب:"مكتوبٌ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان". بعدها أصعده الشيطان جبلا عاليا وأراهُ ممالكَ الأرض كلها وقال له:"لكَ أُعطي هذا السلطانَ كلَه إذا أنتَ سجدتَ أمامي". إنه غش السلطة الذي يرفضه يسوع مُجيبا:"للرب إلهِك تسجد وإياهُ وحده تعبد". أخيرا، يقترح الشيطان على يسوع بعد أن أوقفه على جناح الهيكل أن يرمي بنفسه لكنّ يسوع يُجيب:"إنه قيل، لا تُجرب الربَ إلهَك". أضاف قداسة البابا أن يسوع يضع أمام المعايير الإنسانية معيارا أصيلا واحدا هو الطاعة لمشيئة الله. إنه تعليم أساسي لنا فإذا وضعنا كلمة الله في قلوبنا وعقولنا فبإمكاننا أن نتحاشى تجارب الشيطان. من إنجيل القديس لوقا تظهر بوضوح صورة المسيح كآدم جديد، ابن الله المتواضع والمطيع للآب خلافا لآدم وحواء اللذين انصاعا في الجنّة لروح الشر. زمن الصوم، قال البابا، بمثابة "رياضة روحية" تسمح لنا بالإنصات إلى كلمة الله كي نقهر تجارب الشيطان ونعيش مع يسوع عبر الصلاة والتوبة فنتمكّن من الاحتفال بفصح الرب بالحقيقة ونكونَ قادرين على تجديد وعود عمادنا. فلتساعدنا العذراء مريم كي نعيش، بهدي الروح القدس، زمن النعمة. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. بعدها وجّه تحيات بالفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبولندية والإيطالية لوفود المؤمنين ومنح الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.