2010-02-16 15:23:02

رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي السابع والأربعين للصلاة من أجل الدعوات


لمناسبة اليوم العالمي السابع والأربعين للصلاة من أجل الدعوات الذي يُحتفل به الأحد الرابع من زمن الفصح، المصادف تاريخ الخامس والعشرين من أبريل نيسان المقبل وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى رعاة الكنيسة ومؤمنيها أكد فيها أن خصب الدعوة إلى الحياة المكرسة يعتمد على غنى الشهادة المسيحية الشخصية والجماعية التي ميزت أشخاصا كثيرين أجابوا بـ"نعم" على دعوة الله لهم.

ولهذه المناسبة ـ قال الحبر الأعظم ـ أود أن أحث جميع الأشخاص الذين دعاهم الرب للعمل في كرمه على تجديد التزامهم في خدمة شعب الله تزامنا مع الاحتفال بالسنة الكهنوتية. تحدث البابا في رسالته عن الدعوة التي وجهها الله إلى أنبياء العهد القديم الذين لم يترددوا في وضع أنفسهم بالكامل بتصرف الله. وفي ملء الأزمنة أرسل الله ابنه الوحيد يسوع المسيح ليشهد لمحبة الله تجاه جميع البشر بدون أي تمييز، محتضنا بعطفه الأبوي الخاطئين والمهمشين والفقراء.

هذا ثم استعرض الحبر الأعظم الدعوات التي وجهها الله إلى القديسين بدءا من القديس بطرس، هامة الرسل، وأكد أن علاقة الصداقة مع يسوع المسيح تشكل ركيزة الدعوة إلى الحياة الكهنوتية والمكرسة. وأشار البابا إلى أن المسيح عاش باتحاد وثيق مع الآب وهذا ما حرّك في قلب تلاميذه الرغبة في عيش الخبرة ذاتها، فتعلموا منه كيفية الدخول بشركة مع الله والتحاور معه باستمرار. مهمة الكاهن هي أن يساعد الناس في التعرف على الله والغوص في محبته، فلهذا السبب الكاهن هو "رجل الله" الذي تربطه علاقة وثيقة مع الخالق.

بعدها سلط البابا الضوء على أهمية الصلاة في حياة الكاهن وكل شخص مكرس مسطرا أيضا ضرورة أن يهب المدعو إلى الحياة المكرسة نفسَه بالكامل إلى الله على غرار السيد المسيح الذي أتم طيلة حياته الأرضية مشيئة أبيه الذي في السماوات وأطاعه حتى الموت على خشبة الصليب.

ينبغي أن تتميز حياة المكرسين بالعيش بشركة مع الله والأخوة، قال البابا، مذكرا بكلمات المسيح الذي حث تلاميذه على أن يحبوا بعضهم بعضا لكي يعلم الجميع أنهم تلاميذُه (يوحنا 13، 35). وذكّر الحبر الأعظم في رسالته بما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى الكهنة والأشخاص المكرسين عندما حثهم على أن يجعلوا من حياتهم مثالا للآخرين ليكونوا هم أيضا خميرة الدعوات إلى الحياة المكرسة، خصوصا وأن الدعوة إلى الحياة الكهنوتية تنمو من خلال التواصل مع الكهنة.

هذا وتمنى بندكتس السادس عشر أن يشكل اليوم العالمي السابع والأربعون للصلاة من أجل الدعوات مناسبة يُصغي فيها الشبان المدعوون إلى الحياة المكرسة إلى صوت الله بثقة تامة سائلا العذراء مريم والدة الكنيسة أن تحفظ جيدا بذور الدعوات في قلوب الأشخاص الذين يدعوهم الرب للسير على خطاه، لتنمو هذه البذور وتصبح أشجارا عملاقة تحمل ثمارا وافرة للكنيسة وللبشرية بأسرها.








All the contents on this site are copyrighted ©.