2010-02-13 14:20:42

كلمة البابا إلى رئيس وأعضاء الأكاديمية الحبرية للحياة


أكد البابا بندكتس الـ16 أنه من الضرورة بمكان قيام مشروع تربوي شامل يتيح مواجهة مواضيع بيوأخلاقية من منظور إيجابي، متزن وبنّاء، خصوصا في العلاقة بين الإيمان والعقل، وذلك خلال لقائه رئيس وأعضاء الأكاديمية الحبرية للحياة الذين زاروه اليوم في ختام جلستهم العادية السادسة عشرة التي جرت تحت موضوع: "البيو أخلاقية والقانون الطبيعي".

تسلط المسائل البيو أخلاقية الضوء غالبا على التذكير بكرامة الشخص، تابع البابا، وهو مبدأ أساسي دافع عنه الإيمان بيسوع المسيح المصلوب والقائم من الموت، لأن الله يحب كل كائن بطريقة فريدة وعميقة، ولذا تجب قراءة متماسكة للمسائل الأخلاقية إزاء التحديات والمساءلات المحتملة.

وأضاف البابا أنه من دون هذا المبدأ المؤسس لكرامة الإنسان، سيصعب التفتيش عن مرجع لحقوق الشخص ويستحيل التوصل إلى حكم أخلاقي حيال اجتياح العلم الذي يتدخل مباشرة في الحياة البشرية. ويبدو جوهريا احترام كرامة الشخص احتراما كاملا ومن دون قيود، وإلا سنواجه خطر استعمال أدواتي للعلم وتبعاته الحتمية في الوقوع بسهولة في شرك الأكثر قوة وحكمه الاعتباطي والتمييز ومصلحته الاقتصادية.

شدد الأب الأقدس على أن ترابط البيو أخلاقية والقانون الطبيعي يسهل التحقق بشكل أفضل من تأكيد الكرامة التي تمتلكها الحياة البشرية ضمنا منذ بدايتها وحتى نهايتها الطبيعية، ولكنه أسف لما تتعرض له هذه الحقوق الضامنة للحياة البشرية ونموها الطبيعي من انتهاكات. وذكّر بأن التاريخ سجل خطورة وانحراف دول تعمل على التشريع في مسائل تمس الفرد والمجتمع، بحجة أنها مرجعية ومبدأ الأخلاقية.

وختم البابا كلمته إلى ضيوفه بالقول إن القانون الأخلاقي الطبيعي والقوي بطبعه الشمولي الخاص يتيح تفادي مثل هذه الخطر ويوفر للمشرّع ضمانة احترام أصيل للشخص البشري وللنظام العام للخلائق.








All the contents on this site are copyrighted ©.