2010-02-11 15:58:54

مقتطفات من رسالة البابا بندكتس الـ16 لمناسبة اليوم العالي 18 للمريض


مع اليوم العالمي للمريض، تسعى الكنيسة إلى توعية الأسرة الدولية بدقة على أهمية الخدمة الرعوية في عالم الصحة الواسع، الخدمة التي تشكل جزءاً من رسالتها لأنها تندرج ضمن قاعدة رسالة المسيح الخلاصية. هو الطبيب السماوي "انتقل من مكان إلى مكان يعمل الخير ويشفي جميع الذين تسلط عليهم إبليس" (أع 10/ 38). فمن سر آلامه وموته وقيامته، تستمد المعاناة البشرية معنى النور وكماله.

في العشاء السري، وقبل العودة إلى الآب، انحنى الرب يسوع لغسل أرجل الرسل، مستبقا فعل المحبة السامي على الصليب، وبهذه البادرة دعا تلاميذه إلى التشبه بمحبته التي تعطى بخاصة للأشخاص الأكثر احتياجا. من خلال اتباع مثاله، يدعى كل مسيحي في مختلف الحالات الجديدة، إلى عيش مثل السامري الصالح الذي مر برجل وقع بأيدي لصوص تركوه بين حي وميت على حافة الطريق.. بهذه الكلمات يتوجه يسوع إلينا نحن أيضا ليحثنا على الانحناء على الجراح الجسدية والنفسية التي تلم بإخوتنا وأخواتنا الذين نلتقي بهم على دروب العالم، ويساعدنا كي نفهم أن تجربة المرض والألم تصبح مدرسة رجاء، بنعمة الله المقبولة والمعاشة في الحياة اليومية.

وأحرص على القول إننا نشعر بحاجة أكبر في هذا الزمن التاريخي والثقافي المعاصر إلى وجود كنسي متنبه ودقيق بجانب المرضى، وجود في المجتمع قادر على نقل القيم الإنجيلية بفعالية لحماية الحياة البشرية في كل مراحلها منذ الحمل وحتى الموت الطبيعي.

في هذه السنة الكهنوتية، أفكر بخاصة فيكم أيها الكهنة الأعزاء "خدام المرضى" الذين تشكلون رمزا وأداة لرحمة المسيح التي يجب أن تصل إلى كل إنسان متألم. أدعوكم أيها الكهنة الأعزاء ألا توفروا أي جهد في الاعتناء بهم وتعزيتهم. فتمضية الوقت مع المتألمين تبدو مفعمة بالنعم في كل أبعاد العمل الرعوي الأخرى. (وكالة زينيت)








All the contents on this site are copyrighted ©.