2010-02-07 12:30:42

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


وازدحم الجمع عليه لسماع كلمة الله، وهو قائم على شاطئ بحيرة جناسرت. فرأى سفينتين راسيتين عند الشاطئ وقد نزل منهما الصيادون يغسلون الشباك. فصعد إلى إحدى السفينتين وكانت لسمعان، فسأله أن يبعد قليلا عن البر. ثم جلس يعلم الجموع من السفينة. ولما فرغ من كلامه قال لسمعان: "سر في العرض وأرسلوا شباككم للصيد". فأجاب سمعان: "يا معلم، تعبنا طوال الليل ولم نصب شيئا، لكني أرسل الشباك بناء على قولك". وفعلوا فأصابوا من السمك شيئا كثيرا جدا، وكادت شباكهم تتمزق. فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتوا وملأوا كلتا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فما رأى سمعان بطرس ذلك، ارتمى عند ركبتي يسوع وقال: "يا رب، تباعد عني، إني رجل خاطئ". وكان الرعب قد استولى عليه وعلى أصحابه كلهم لكثرة السمك الذي صادوه. ومثلهم يعقوب ويوحنا ابا زبدى وكانا شريكي سمعان. فقال يسوع لسمعان: "لا تخف! ستكون بعد اليوم للناس صيادا". فرجعوا بالسفينتين إلى البر وتركوا كل شيء وتبعوه. (لوقا 5/1-11)

 

قراءة من كتاب الاقتداء بالمسيح

 

كل ما لنا، في النفس والجسد، وكل ما نملك، في الداخل أو في الخارج، من طبيعي أو فائق الطبيعة، إنما هو ببساطة من إحسانك، ويشهد أنك أنت المحسن الحنون الصالح، الذي منه نلنا جميع الخيرات.

كل شيء هو منك، ولذلك ففي كل شيء يحق لك التسبيح. أنت تعلم ما يصلح أن يُعطى لكل واحد، وليس لنا نحن أن نعرف لمَ الواحد نال أقل والآخر أكثر، بل تلك المعرفة تخصك أنت، وقد حُدد عندك استحقاق كل واحد.

فعلى محبِّك الذي يعرف إحساناتك، أن لا يفرح بشيء آخر، فرحه أن تتم فيه مشيئتك ومرضاة تدبيرك الإلهي. فبذلك وحده يجب أن يكتفي ويتعزى، بحيث يرضى، بارتياح، أن يكون هو الأصغر، كما يتمنى غيره أن يكون الأعظم؛ وأن يكون مطمئنا راضيا في المرتبة الأخيرة كما في المرتبة الأولى.. فمشيئتك وحب كرامتك، يجب أن يعلوا كل شيء، وفيهما يجب أن يجد من التعزية والمسرّة، فوق ما يجد في جميع الإحسانات التي منحته أو ستمنحه إياها. (السفر الثالث، الفصل 22)








All the contents on this site are copyrighted ©.